حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي، لم تدع فرصة أمام كثير من المصريين للشعور بروحانيات شهر رمضان الذي أهلت علينا نسماته العليلة، وهذه إحدى مساوئ مواقع التواصل التي غرق فيها المصريون حتى الأذنين.
هؤلاء الملايين من المصريين استغرقتهم سجالات الفيسبوك وتويتر وواتساب وغيرها من وسائل التواصل، بصورة تعطي انطباعا بأن حياتهم لم تتغير كثيرا في شهر رمضان، وبخاصة أن مستوى الحوارات والمفردات التي يتم تبادلها لا تتناسب إطلاقا مع هذا الشهر، ومن ارتضى النزول إلى هذا المستوى من الحوار يصعب أن يتغير بين عشية وضحاها.
والغريب أنك في رمضان، ترى المصريين يستهلكون الشائعات أكثر من أي سلعة، ويجتهد كل طرف في إطلاق الشائعات التي تحقق مصالحه، فيتلقف الناس هذه الشائعات ليرددونها عن جهل شديد، ربما ليبدو ناقلها في صورة العالم ببواطن الأمور.. !.
رغم ذلك، ما زال في مصر الملايين من المكافحين الذين يسعون وراء رزقهم يوما بيوم، ومثل هؤلاء لا يملكون رفاهية انتظار السياسة لتغير حياتهم أو ظروف معيشتهم، فهم قد اعتادوا على الكد والسعي وراء لقمة العيش، دون انتظار المساعدة من أحد.
وربما يكون هؤلاء من أكثر الناس شعورا بشهر رمضان وبنسماته الإيمانية وأجوائه الروحانية..في الوقت الذي يفقد الشعور بهذ الشهر المبارك بلا شك، كل من رتب أجندته على قضاء نهار رمضان في النوم، وإقامة ليله على الفيس بوك!
مجدي الشاذلي
