الجمعة , 29 مارس 2024

نعم لثقافة “الحوار” بين الزوجين ..لا لثقافة الانتقام والدمار

= 1859

 

eman-dwedar
تكتبها: د. إيمان دويدار *

 

ثقافة الحوار هى الجسر الذى يجب أن يسعى كل من الزوج والزوجة للوصول من خلاله إلى مجموعة من الحلول الإيجابية والمنطقية التى تصب فى مصلحة جميع الأطراف حال تواجد النزاع أو ظهور نوعا من الخلافات ، وأخص هنا الخلافات الزوجية التى قد تحدث بين الزوجين وتكون ضحيتها بالضرورة الأبناء لا محالة.  

دعونى أوجه سؤالى إلى الزوجين المتنازعين والذى وصل بهم هذا النزاع والخلافات الأسرية لحد إطلاق الشائعات الكاذبة أو السلبية من احدكما للآخر أو من كلاكما للآخرحال انفصالهما وانهاء الحياة الاسرية والزوجية بإعلان الطلاق والتى تهدف إلى إظهار أحد الأطراف بصورة سلبية أمام الأبناء لاستقطابهم للانضمام لطرف دون آخر ، ولما كان هؤلاء الأبناء نتاج هذا الارتباط الزوجى الذى انتهى بالطلاق قد يكونوا أطفالا فى مرحلة ما قبل المدرسة أو أطفالا فى مرحلة المدرسة وقد يضاف إليهم أيضا أبناء يمرون بمرحلة المراهقة هم ضحايا لام واب لم يقدروا معنى المسؤلية لتكون النتيجة أبناء يعيشون فى متاهة لا تنتهى.

وأوجه سؤالي الأول همسا فى أذن الزوجين: ألم يمر على ذاكرة كل منكما وانتم تكيلون الاتهامات بالتقصير لكل منكما كذلك إطلاق الشائعات التى تضر بابناءكم أولا وأخيرا؟  ألم يمر عليكم لحظات فرح اشعرتكم بالسعادة لوجودكما سويا؟  ألم تعلو ضحكاتك عزيزتى الزوجة من كلماته الجميلة فى حقك يوما أمام أسرته أو حتى وانتما معا فى منزل الزوجية؟  ألم تعيشا لحظات سعادة ميلاد اطفالكما وخاصة الطفل الأول؟  ألم تأكل من يدها طعاما شعرت معه بحبها وهى تقوم بعمله من أجلك؟

وسؤالى الثانى: ألم يخطر ببالك عزيزتى الزوجة قدر المعاناه التى سوف يتكبدها أبنائك من جراء هذا الانفصال وأهمها هو اكتسابهم مشاعر عدم القبول والشعور بالذنب من أنهم قد يكونوا سبب هذا الانفصال وخاصة إذا كنتم أثناء مشاجراتكما معا قبل الانفصال النهائى كان محتواها عدم القدرة على تحمل سداد الرسوم المدرسية لهم أو إذا كان ذلك بسبب أزمات اقتصادية داخل الأسرة لعدم وفاء الزوج باحتياجات الأبناء؟

أخبرك بأن كل ما سبق  سوف يؤثر على الأبناء فنجد منهم من يعانى من تدني فى مستوى العمليات المعرفية للعقل لديه،  فيعانى من التشتت وصعوبة التركيز،  وضعف فى التذكر ومستوى التفكير،  ومن ثم المعاناة من التأخر الدراسى،  إضافة إلى اكتسابهم سوء التوقع وذلك بدوام توقعهم بحدوث الكوارث أو توقع حدوث الشر لهم.إضافة إلى بعض اضطرابات فى المعدة ومنها القىء.

وأخيرا أهمس فى أذن الزوجين. ، مثلما كان ارتباطكما الزواجى  مؤشرا على وجود مشاعر الحب والود والتفاهم ، فليكن أيضا اسلوب انفصالكما مؤشرا على وجود  مشاعر الاحترام بينكما لأجل حماية الأبناء من تولد مشاعر الكره التى ستتكون بكثرة حال محاولة استقطاب كل منكما لهم بأسلوب الشكوى من الآخر مما يؤدى إلى خلق مشاعر عدائية من قبل الأبناء لأحدكما ليس فقط بل سوف ينتقل عداءهم للمجتمع ككل،  فبدلا من ذلك اخلقوا داخلهم النموذج الايجابى للوالدين الذى يسمح لهم بالوقاية النفسية لمواجهة ضغوط المجتمع وتحدياته.

——————–

* استشاري الصحة النفسية للأسرة.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 410 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

تعليق واحد

  1. مقال رائع ربنا يوفق حضرتك الى كل ما هو مفيد للأسرة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.