الخميس , 28 مارس 2024

وفاء أنور تكتب: عفوًا لقد نفد رصيدكم!

= 3803

لم تعد هناك كلمة واحدة ياسيدى يمكنها أن تصلح ما أفسدته عن عمد . لم تعد هناك ذكرى يمكنها محو سنوات طوال من العذاب . أين كنت حين حملت مسئوليتى بشجاعة عند تركك إياها؟! أجبنى أين كنت؟ سأجيبك أنا كما تعودت أن أتحمل المسئولية عنك فى كل شىء.
لقد تركتنى فى مضمارى أركض حتى فر العمر من بين يدى وتركت لى كل ماانت مكلف به طواعية.

نسيت أنى أستحق سعيك من أجلى نسيت أنى بفطرتى تسعدنى كلمة. لم أكن أعلم أن الكلمات الطيبة تباع بأغلى الأثمان! أين كنت حين تركتنى وحدى أسعى من أجل الحصول على الرزق الذى كلفك الله بأن تأتينى به دون منٍ منك أو أذىً؟

لقد آمن الكثيرون فى مجتمعنا بأن المرأة يجب أن تنفق وتتعب وتعمل بقلب عشرة رجال، وإلا نعتوها بالمارقة الظالمة والمتخلية عن مسئوليتها. ألم تكن المرأة فى نظركم يومًا قطعة أثاث فى ركن منزل موحش يغتال من أحلامها فى تحقيق ذاتها نفسًا وراء نفس. ألم تتهمونها بأنها من أرادت أن تقاسمكم فى العمل وتحمل المسئولية وغضبتم شر غضبة؟ هل اختلط الأمر الآن عليكم حين رأيتم أنها لابد أن تحمل عنكم كل أثقالكم.

إن المرأة التى عاشت كما طلبتم منها مرات ومرات من أجل أبنائها لم يكلفها الله تعالى يومًا بالسعى لطلب الرزق، ولكنها بكرمها وحسن خلقها أبت أن تترك الرجل يمشى فى طريق كفاحه منفردًا. فى لحظة شهامة منها وبكل عفوية قالت دعنى أحمل معك جزءًا من الأحمال الثقال. هل كانت تلك خطيئتها التى وقعت عليها أقصى العقوبة حين مدت يدها للمساعدة مجتمعنا مازال يكيل بمكيالين يذكر القوارير حين يشاء ويحطمها ويدوسها بقدمه وقت يشاء.

هل استيقظت الآن لتجدنى قد أصبحت أمًا وأبًا فتملكتك الثورة وعصفت بك رياح الحقيقة فصرخت بها مدوية أين دورى أين حقى؟ الآن جئت تبحث عن رصيد لك عندى كنت انتظر استيقاظك منذ عقود. هل أشرقت الشمس فجأة وبسطت على عينيك أشعتها فقمت وتحركت وتكلمت وطالبت بما هو ليس لك. عفوًا سيدى لم تكن يومًا شريكًا ولم ترتضى أن تقاسمنى ماحملته عنك لقد كنت قويًا حين تخليت والآن أين ذهبت قوتك؟

تريد أن تجنى مازرعته بيدى عذرًا وقت الحصاد يكون دائمًا لهؤلاء الذين انحنت ظهورهم تحت لهيب الشمس. شكرًا لك أن تخليت عنى لقد منحتنى بتخليك هذا نظرة حب وإجلال أراها فى عيون أبنائى . أتريد حقك ياسيدى أراك قد أصبحت سريع النسيان. ألم تترك المكان لى ألم تنسحب من ميدانك؟ ألم تترك لى دورك مكتوبًا لأؤديه؟! أتيت الأن تريد أن تستمع لتصفيق جمهورى! أتريد تصفيقًا لدور تنازلت عنه!

أقولها لك بكل صدق .. عفوًا لقد نفد رصيدكم!

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 261 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.