حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كشفت محاولات تشكيل القوائم الانتخابية مؤخرا عدم وجود أرضية سياسية لأي حزب تجعله قادرا علي تحمل المسئولية السياسية الملقاة علي عاتقه بعد تشكيل البرلمان القادم. كما كشفت أيضا عن الافتقار لثقافة العمل الجماعي، وهي إحدي المهارات التي يتم اكتسابها خلال ممارسة العمل الحزبي.
التجريف السياسي الذي حدث علي مدار الستين عاما الماضية نتج عنه كوادر سياسية قليلة العدد وضعيفة الأداء في آن وحد.
وفي كل مرة نكون بصدد تشكيل حكومة جديدة أواجراء تعديلات وزارية تطل علينا نفس الأزمة من جديد، وهي عدم وجود كوادر سياسية. لنجد انفسنا بعد كل تشكيل حكومي اوتعديل وزاري امام حكومة من الموظفين وصلوا إلي مناصبهم بالترقي فقط دون أي أرضية سياسية لاي منهم،او حد ادني من الممارسة السياسية تؤهله للمنصب، والنتيجة وزراء بلا رؤية وبلا استراتيجية فقط عدد من التنفيذيين ينتظرون تلقي الأوامر لتنفيذها، وليتهم يجيدون ذلك.
أما المحصلة النهائية فهي ضعف مستوي الأداء السياسي والحكومي أيضا. وانخفاض حجم الانجاز علي الأرض، ومعه سقف طموحات المصريين في نفس الوقت.
والسؤال: هل يحجم الشباب عن ممارسة العمل السياسي نتيجة عدم قناعته به؟ أم نتيجة عدم وجود أحزاب يثق بها؟ ام الاثنان معا؟ سؤال آخر: هل لا يجد القابضون علي زمام الامور الا الموظفين؟ ام انهم لايريدون إلا موظفين؟
إذا كانت لدينا رغبة حقيقية في التغيير فليتم إتاحة المجال لخلق كوادر سياسية تتولي زمام الأمور في مراحل لاحقة، فطموح المصريين في دولة مدنية وممارسة ديمقراطية حقيقية لن يتحقق إلا بتغيير شامل للمناخ السياسي. الاختيارات الخاطئة التي أضاعت جهد ووقت جموع الشعب وألقت بالسلطة إلي ملعب الاخوان بعد ثورة عظيمة كان أهم أسبابها ضعف مستوي الوعي السياسي.
طغيان الفكر التكنوقراطي علي العمل الحكومي لم يؤد إلي سوء الآداء به فقط، وانما الي احجام الكفاءات الحقيقية عن المشاركة. وهكذا فإن استمرار وجود العيوب يؤدي الي ايجاد عيوب جديدة. فبعض ممن يملكون الكفاءة لتولي المناصب يحجمون عن ذلك لعلمهم بباقي مكونات المنظومة وهو مايفسر في نفس الوقت غياب بعض الكفاءات عن المشاركة.
فالعناصر التي تملك تغيير أوتطوير المنظومة قليلة، ولو تولي اي منها المسئولية سيكون أقلية وبالتالي لن يملك القدرة علي تطوير المنظومة أوالاضافة إليها لأنه سيعمل منفصلا في إطار فكر قديم اصبح عاجزا عن التطور. فكر لا يملك إلا كفاءة عالية في حماية نفسه ومقاومة أي تغيير.
——————
mona.alazab12@gmail.com
