الجمعة , 10 مايو 2024

محـمد شـوارب يكتب: العرب والحرب والحوار!

= 1273

Moh Shawareb 2

.

الكل يعرف عندما نهضت دولة الخلافة، نهضت على دعائم الحوار والشورى، كان المبدأ السائد والمقرر عن كل خليفة (إن رأيتم خيراً فأعينوني، وإن رأيتم شراً فقوموني)، فمن هنا أرست دعائم الحق والحوار والشورى حتى قيام الساعة. فلابد أن يكون هناك صيحة عارمة من الحوار والشورى بدلاً من إهدار كرامات الشعوب التي تعاني الخراب والدمار، فكل بلد فيه ما فيه، ولكن عندما تتدخل بلاد في بلد وهو ينهار بالقوة العسكرية دون إبداء الرأي بالحوار، فتأكد أن من يبدأ بالحرب قد يخطئ الصواب.

الحوار بين الدول والشعوب هي الدعامة الكبرى للوحدة العربية، بل القومية العربية، فإذا ماتت لغة الحوار سيموت التفاهم والرباط المشترك بين الدول وستنشأ أجيال منكرة للغة الحوار، فمن أجل ذلك يجب أن نجتمع على مائدتنا ونتناقش ونتحوار، فإذا سمحنا لأنفسنا بإلغاء لغة الحوار سوف تعم الفرقة وتنال منا نحن الأمة العربية، فلا مستقبل لنا، لأننا لن نكون. فالحروب لا يمكن أن تتوقف مادامت الأمم العربية تعيش تحت ظروف عدم الحوار والنقاش وفقد الشورى بيننا ومادامت العداوات تفرض نفسها علينا وبيننا.

لاشك أن الحكم الفردي منذ قديم الزمان أهلك كل شيء في الأرض، وقد فرض ألواناً من جدب العقل وشلل الحوار، وقد ألغى الأمل، والغريب أن هذا التخريب الذي ساد بعض البلدان العربية قد يناقض ظاهرة الفهم في كل ناحية وتوجيه. فليس هناك مجال لإلغاء الحوار ورفض الرأي الآخر، لابد من تبادل الآراء والحجج، لا مكان لمن يكمم الأفواه ويفرض وجهة نظر واحدة من جانب واحد ويفضل الحرب عن الحوار، فصاحب الحوار لا يهاب النقاش والفهم العقلي ولا يغشى المجالس والموائد الحوارية.

المأساة أن الحرب أصبحت الآن بالعصا بدلاً من الحوار، والعصا هنا أن تخرس الآخرين، وهذا من أنواع التفاهة. فالحرب تقود إلى الغرق والاستبداد السياسي، وهنا يبيد كل الأسباب للارتقاء والحوار والتقدم ولا تصلح الحياة لطرفان أحدهما يريد الحوار والآخر يريد الحرب والقوة وكلاهما بينهما فرق شاسع.

هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم) وما أعظمه وألتزامه بمبدأ الحوار والشورى، كان أول اختبار للشورى له (صلى الله عليه وسلم) في غزوة الأحزاب، فالشورى هي إبداء الآراء حيث تقال وكل يقول ما عنده وبدون تعصب وهو يعرض رأيه، حتى إذا أخذت الآراء وعُرف الاتجاه إلى أين ومن أين نبدأ، فمع الأغلبية نسير، هذا هو الصواب، أما الآن فإن البعض يريد أن تسير الأمة شرقاً، وهي تريد أن تذهب غرباً، فهذا لا يمكن أن يقال.

—————-
mohsay64@gmail.com

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 3182بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.