حياتي اليوم
حدثت فى فى ستينات القرن الماضى موجة غلاء شديدة فى الأسعار فى الهند .
وكان العلامة الداعية الشيخ محمد يوسف الكاندهلوى ــ رحمه الله ــ من علماء أهل الدعوة والتبليغ فى الهند وصاحب كتاب (حياة الصحابة) المشهور.
وكان الشيخ رحمه الله مشهورا بزهده وورعه وكانوا يعدونه من زمن الصحابة رضى الله عنهم.
وفى زمانه انتشرت الدعوة الإسلامية فى البلاد الأوربية والإفريقية وأقبل الناس على الإسلام وتغير نظام العالم وتحولت الكنائس إلى مساجد . وأصبحت تمشى فى شوارع فرنسا وكأنك تمشى فى شوارع مكه والمدينه من كثرة الحجاب وهو من قال:(أهل الباطل يريدون تحويل مكة والمدينة مثل باريس ولندن فاجتهدوا أنتم لتحويل باريس ولندن مثل مكة والمدينة ).
ومن ثقة الناس فيه ذهبوا إليه واشتكوا ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش وقالوا له : نثور فى وجه الحكومه ونقوم بالمظاهرات!
إسمعوا ماذا قال لهم الشيخ طيب الله مرقده ؟!
قال لهم :(المظاهرات ترتيب أهل الباطل، والناس والأشياء عند الله مثل كفتي الميزان فإذا ارتفعت قيمة الإنسان عند الله بالإيمان والأعمال الصالحه قلت قيمة الأشياء ، وإذا قلت قيمة الإنسان عند الله بسبب الذنوب والمعاصي ارتفعت قيمة الأشياء وزادت الأسعار وعم الغلاء ، فعليكم بجهد الإيمان والأعمال الصالحه حتى ترتفع قيمتكم عند الله وتقل الأسعار .
ولاتخوفوا الناس من الفقر فهذا شغل الشيطان..فلاتكونوا من جنوده وأنتم لاتشعرون.
والله ثم والله ثم والله لوأن هناك فى قاع البحر صخرة صماء ملساء نواحيها وفيها رزق لعبد يراه الله لانفلقت حتى تؤدى إليه كل مافيها ولو كتب لك رغيف خبز ساقه الله إليك حتى لو أصبح بمائة جنيه فالغلاء لايمنع عنك رزقا ساقه الله إليك.
*وعلمت أن رزقى لن يأخذه غيرى فاطمأن قلبى ، والذى فتح لك فاك لن ينساك )* .
فاطمئنوا وفروا إلي الله ثم توبوا إليه.
والله سبحانه وتعالي بين ذلك في الكتاب الحكيم "ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض "
بالإيمان والتقوي تسعد المجتمعات وتعم عليها النعم والرخاء.