حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
القاهرة – حياتي اليوم
علي رصيف محطة حلوان كان المجند أحمد عبدالجواد شاهين يتحرك وعينه تتابع حركة صعود الركاب الي عربات مترو الانفاق الذي كان يتأهب للانطلاق في طريقه الي المرج..المجند أحمد احد افراد طاقم تأمين المحطة عيناه ترصد ان كالصقر كل حركة كانت طبيعية أو ربما غير عادية.. كان كل شيء يسير بصورة طبيعية، صعد الركاب الذين امتلأت بهم عربات القطار الذي بدأ يتحرك وبالفعل كانت ابوابه تغلق فيما كانت هناك فتاة تحاول اللحاق بعربة القطار والدخول في حين كان الباب يغلق..
وبالفعل اغلق الباب ولكن علي قدم الفتاة التي سقطت علي الارض إحدي قدميها داخل القطار وباقي جسدها بالخارج وبالطبع اختل توازنها لتسقط سريعا علي الارض.
المجند أحمد وبدون تفكير انطلق نحو الفتاة التي كان قطار المترو الذي يتحرك ببطء مستعدا لمغادرة المحطة قد يسحبها علي الارض.. بسرعة حمل الجندي البسيط جسد الفتاة التي عجزت عن الصراخ فقد الجمتها الصدمة ويبدو انها استسلمت لقدرها المحتوم فبعد نحو 30 مترا ستصطدم بحائط الرصيف ثم تسقط علي القضبان بفعل سحب القطار الذي تعلق جسدها به هكذا كان التطور الطبيعي للمأساة المنتظرة.
ولكن أحمد حمل جسدها بين يديه ليسير بجانب القطار فيما تعالت صرخات الركاب وهم يحاولون تنبيه السائق.. الذي يبدو أن السماء استجابت لدعاء الفتاة الصامت وصراخ واستغاثات الركاب فقررت ان تنقذ حياتها بسرعة نجح السائق في جذب الفرامل وايقاف القطار الذي توقف قبل حائط الرصيف بنحو مترين فقط – كان المشهد اقرب لمقطع من فيلم انساني مثير.
بسرعة فتح الباب.. تحول جسد الفتاة الي قطعة من الثلج الصامت الشيء الوحيد الذي يشير الي انها علي قيد الحياة كانت تلك النظرات الشاخصة لها وهي تدور كعدسات كاميرا تمسح وجوه من حولها.. جميع ركاب العربات بدون استثناء هبطوا علي الرصيف العشرات من زجاجات المياه تمتد للفتاة الصامتة والتي مازالت تستند الي زراعي المجند الشهم.
افراد نقطة الشرطة بالمحطة هرعوا اليهم حملوا الفتاة بدأت الفتاة آلاء عبدالله 21 سنة والتي تبين انها طالبة تسترد وعيها..
عملية الفحص السريعة لها تكشف انها بخير ولم تصب سوي ببعض السحجات في ساقها التي كانت خارج القطار حيث كانت تجرجر علي ارضية الرصيف وبينما تم ادخالها في غرفة داخل المحطة واجريت لها الاسعافات الاولية. كان الجندي أحمد عبدالجواد قد اصبح بطل المحطة تسابق جمهور الركاب لتحيته البعض يحييه وآخرون يلتقطون صور السلفي معه.
دقائق مرت عاد كل شيء داخل المحطة الي طبيعته الفتاة غادرت المكان بعد ان استعادت حالتها وقادرة علي السير واستقلت القطار بعد ان وجهت الشكر لاسرة محطة حلوان وتحديدا للجندي أحمد شاهين.
مفاجأة أولى
في المساء فوجئ أحمد باستدعائه الي مكتب مساعد وزير الداخلية لقطاع النقل والموصلات الذي قام بتحية أحمد وشكره علي فعله وموقفه الذي ادخل السعادة للجميع واثناء التكريم سأل اللواء محمد يوسف المجند احمد عن أي امنية يريد تحقيقها. قال له انه يريد ان ينتقل الي بلدته طنطا بمحافظة الغربية ويستكمل تأدية مدة خدمة التجنيد هناك ليكون بجانب اسرته التي تحتاج الي رعايته.
ولم يصدق أحمد عندما سمع من مساعد الوزير الذي ربت علي كتفه قائلا أمنيتك أوامر يا بطل.، واضاف انت الان من قوة عمل شرطة النقل والمواصلات بطنطا وتستطيع ان تغادر مكتبي الان وتتوجه الي هناك مباشرة حيث سيكون قد تم ابلاغهم بقراري بنقلك قبل وصولك ومن الآن مباشرة.
المفاجأة الثانية
في الصباح ، وبينما كان قد انتهي من اجراءات إخلاء طرفه بمحطة حلوان ويستعد للسفر الي طنطا فوجئ بأن هناك تعليمات بعدم سفره الان الي طنطا..
ارتجف المجند أحمد في قلق فقد روادته المخاوف ان يكون مساعد الوزير قد تراجع في قراره فأستسلم مؤقتا ولكنه فوجيء بأن التعليمات تطلب عدم سفره الآن ومؤقتا حيث علم وزير الداخلية بصنيعته وموقفه الشهم مع فتاة المترو فقرر استدعائه الي ديوان الوزارة لتكريمه بواسطة قيادات الوزارة وشمل التكريم شهادة تقدير ومكافأة مالية- وبالفعل كان في استقبال المجند أحمد اللواءات طارق عطية مساعد أول وزير الداخلية وخالد فوزي مدير الادارة العامة للإعلام والعلاقات.
وذكرت "أخبار اليوم" انه تم تكريم أحمد الذي قال: لم أتردد في الاسراع بحمل جسد الراكبة فالمسألة كانت لحظات بين موت محقق ومعجزة من السماء قمت بما قمت به وأنا ادرك احتمال تعرضي أنا للخطر معها وكان قراري عدم التخلي عنها حتي لو مت معها فأنا لدي قناعة تربيت عليها وسط اسرتي البسيطة وهي أن الانسان يموت مرة واحدة في حياته ففضلت لو مت ولكن تكون موته شريفة.
