الخميس , 25 أبريل 2024

د. رحاب أبو غزالة تكتب: سيكولوجية المرأة والسلطة

= 7830

عندما تتمرد المرأة علي تهميش أدوارها الإنسانية في الحياة وتتجاوز عاطفتها الجياشة الرقيقة فإنها تتحول إلى مارد يقهر لحظات ضعفه الإنساني ويستخرج مكامن القوة النفسية الداخلية فتصبح فارسة ومحاربة وقائدة مغوارة وزعيمه سياسية.

فالقوة النفسية لدي المرأة عندما تتجاوز عواطفها تتحول إلى قوه داخلية تفعل بها الأعاجيب خاصة اذا تضافرت القوة النفسية الداخلية للمرأة مع الذكاء والعلم والحكمه وكلها عناصر توافرت في العديد من النساء اللواتي حكمن العالم القديم والحديث ولا غرابة في قول الأديب توفيق الحكيم لأهمية عقل المرأة في صنع أمه بأكملها (ان عقل المرأة اذا ذبل ومات فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات).

لم تستطع الدراسات الطبية والنفسية والاجتماعية الحديثة ان تكشف النقاب علي الخلطة السحرية التي تتوافر للمرأة اذا ما امتلكت القيادة والحكم وعجزت عن تفسير أسرار قوتهن الداخلية وما صدر حتي الان هو مجرد وجهات نظر متباينه فبعض الدراسات تذهب للاعتقاد بأن المرأة بحكمتها وترويها يمكنها ان تحل مشاكل لا يستطيع الرجل بسبب حدته في التعامل مع الاخرين حلها بجانب تمتع المرأة بأنوثة وحضور يفرض احتراما مغايرا للرجل داخل المجتمعات.

وربما يكون هذا سلاحا في وجه العنف ويمكن ايضا لغرائزه الأمومة وخوف الأم على ابنائها ان تبعد قدر المستطاع علي الحلول غير السلمية والتي قد تولد حروبا قد تشكل حرب علي اولادها وتذهب وجهات النظر الاخري إلى ان قدره المرأة النفسيه والعقلية مثل الرجال ولا فرق بينهما مبرزون حقيقة ان بعض النساء اللواتي حكمن العالم مارسن عنفا لم يلجأ اليه الرجال سبقوهم الي الحكم نذكر منهن رئيسه الوزراء البريطانيه مارغريت تاتشر والتي استعادت جزيره تابعه لانجلترا في المحيط الاطلسي ولم تستعمل الطريقه السلميه بل خاضت حربا مع الأرجنتين واستعادتها.

وتلخص معظم الدراسات في علم النفس الي ان المرأة ليست اكثر او اقل عنفا من الرجل ولكنها اكثر تكيفا مع المحيط الذي تعيشه وانها تهضم بعقلها ووجدانها التفاصيل الصغيره لتصنع منه عالما كبيرا وحسب الظروف والمشاكل أمامها تاخذ المرأة القرار فلكل امرأة طبعها وطريقتها في التعاطي مع الاشياء وان كانت المراه اكثر اهتماما بالتفاصيل الدقيقة وهذه الدقة الناتجة عن التفكير المنطقي والعقلي الحاد قد وظفته في ادارةالممالك التي حكمتها في التاريخ القديم والحديث.

القوه السيكولوجية لبلقيس ملكة سبأ اكتسبتها من رجاجة العقل والحنكة والمناورة السياسية اللذان قاداها إلى أعمال مبادئ الشورى في الحكم فلخصت قوتها من فساد وطغيان كثير من الملوك الذين أرادوا الشر لمملكتها وشعبها.

لم تكن هذه الأمثلة إلا فكرة أو قطرة مطر في تاريخ النساء الحاكمات اللواتي صببن من بحر الدف والحكمة والشجاعة الأنثوية علي الأوطان بسخاء بعضهن حكم بقلب المرأة الأم، وبعضهن حكم بعقل وذكاء النساء، والبعض الآخر استعار العنف من قبضات الرجال، فالمرأة تجيد الرسم بكل الألوان.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 2410 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.