الأربعاء , 24 أبريل 2024

د. أمل عبد العزيز تكتب: التربية الإيجابية

= 5711

أبناؤنا هم قرة أعيننا، وكلا منا يسعى لتنشئتهم تنشة سليمة ، ولكن ما كان يقدمه أباؤنا فى الماضى لم يعد كافيا لنقدمه لأبنائنا اليوم ، فكما يقول الكثيرون “الزمن أتغير” وتغيرت إحتياجات أبنائنا ، وإختلفت أسس التعامل معهم . وفى رحلة السعى لتربية الأبناء تربية سليمة على الأباء معرفة مبادئ التربية الإ يجابية وليس فقط إتباع الفطرة السليمة والحدس فى التعامل مع الأطفال ، والمعرفة بالتربية الإيجابية لا يتضمن معرفتها لمجرد المعرفة وإنما تطبيقها قدر المستطاع.

الأطفال مرأة آبائهم:

قبل البدء فى التعرف على التربية الايجابية ومبادئها على الوالدين معرفة أنهما الأساس لما سيكون عليه أبناؤهما ، وأن سلوك أطفالهم هو مرأة لسلوكهم ، وإنعكاس لتصرفاتهم ، فالأب العصبى حتما ستؤثر عصبيته على أبنائه ، والثانى سيصيبه رهاب الخوف ، والأم التى تمارس الكذب لابد أن يصبح أحد أبناؤها كذابا ، لذلك كان وجب علينا الإنتباه لسلوكنا لما له من تأثير على سلوك أبنائنا.

مفهوم التربية الإيجابية:

هى معرفة الأباء بمراحل نمو أبناؤهم وطرق التعامل مع كل مرحلة وتفسير وتوجيه وتقويم سلوكهم بطرق سليمة دون تعرضهم للضرر النفسى الذى يصدر عن بعض الأباء دون معرفة منهم . وكذلك التربية الايجابية تعتمد على تنمية وتطوير مهارات الطفل اللغوية والحركية والعاطفية.

الطريق نحو علاقة صحية مع الأبناء:

يجب على الآباء إقامة علاقة سوية مع الطفل ، وأن تحترم رغباته فى اللعب والبحث والإستكشاف ليحترم الطفل والديه فى توجيهه . ومعرفة أن الضرب ليس بالأسلوب الأمثل للتعامل مع المشكلات التى تصدر من الطفل بهدف جذب الأنتباه.

لغة الحوار أساس التفاهم:

إتباع الوالدين لغة الحوار فى تعليم أبنائهم أساس السلوك السليم الذى يرسخ داخل الطفل أن الحوار هو وسيلة التفاهم وليس أسلوب الصراخ أو العقاب.

إن الأم التى تسعى لشرح وتفسير سلوكها مع أبنائها فهى أم تساعد أبنائها على إعمال العقل والمنطق فى تصرفاته وتنمى مهاراته فى التعبير عن ذاته ورغباته . أما العقاب لاينتج عنه سوى شخصية ضعيفة تقبل الأهانة ، ولا يمكنها الحوار أو التعبير خوفا من العقاب الذى يعنى فقدان الثقة بالنفس.

تعزيز السلوك الجيد:

إنتباه الوالدين للسلوكيات الجيدة التى تصدر من الطفل هو أمر هام فى تعزيزها وتكرارها لدى الطفل، فعندما يقوم الطفل بسلوك جيد تمدحه الأم وتعبر عن سعادتها به فإن الطفل سيسعى دائما لتكرار هذا السلوك.

الآباء الذين يسعون لبناء شخصية أطفالهم والتفرد بها ، عليهم أولا مساعدتهم على أكتشاف ذاتهم والبيئة المحيطة بهم ، وتشجيع أنماط السلوك الجيد وتقويم الخاطئ من سلوكهم ، وتشجيعهم على التفكير البناء ،وترسيخ القيم الجيدة بإتباعهم لها أولا ، وسيجدون أبنائهم يحذون حذوهم ويسيرون على نهجهم.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 1649 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.