حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
تخيل نفسك كده ماشي بعربيتك علي الطريق الدائري بالليل، وقد شحذت انتباهك، وتركيزك كله في الطريق، تجتهد لتفادي الحركات المفاجئة لاثنين من سائقي سيارات النقل الثقيل يتسابقان علي الطريق، بينما تحاول السيطرة علي عجلة القياده بين يديك وهي تنحرف يمينا ويسارا بفعل تعرجات الطريق ومطبات الأسفلت الأفعوانية.
وبينما أنت تحاول النجاة والخروج سالما والوصول إلي بيتك أو عملك ، تفاجأ بوجود شيئ غريب يسير أمامك مباشرة دون أي إشارات، لا هو سيارة ولا هو نقل ولا حتي دراجة نارية!
وانت وبختك بقي…إما تصدمه أو يصدمك أو تضطر لاستخدام فرامل فجأة فيصطدم بك طابور سيارات من الخلف لا قدر الله !
تفتح عينيك علي الآخر لتكتشف انك أمام كارثة تسير إسمها (تروسيكل) دراجة نارية بثلاث عجلات وصندوق حديد ،يسير في كل مكان بلا أرقام ولا تراخيص ولا أنوار ولا مرايات ولا أي وسائل أمان ، لتضاف لشوارعنا كارثة جديدة أسوأ من كارثة التوكتوك، لأن التروسيكل مابيهزرش ، وخبطته قادرة علي تدمير أجدع سيارة، ولو حدث وصدم سبارتك فتأكد أنه خلال ثواني سيكون قائد التروسيكل فص ملح وداب، لن تجده ولن تتوصل إليه الشرطة، حتي لو ترك جسم الجريمة (التروسيكل ) مكانه وهرب فلن يتعرف عليه أحد !
فلا رخصة ولا أرقام مرور ولا أي حاجه خاااالص!
ولأن التوكتوك والتروسيكل مركبات فضائية هبطت إلينا من الفضاء، تسير في شوارعنا خلسة، ولا يراها إلا المؤمنون!!
فمستحيل نعرف نرخصها ولا ناخد عنها ضرايب ، ولأنها مخفية فهي كالقدر وماحدش بيهرب من قدره ..واللي يخبطه توكتوك او تروسيكل يبقي نصيبه كده وقدره كده وأمره إلي الله.
ولا عزاء لقائدي السيارات المتضررين ، اللي دافعين دم قلبهم ، ثمن سياراتهم وصيانتها وبنزينها ، ومرخصين ودافعين ضرايب ولهم ملفات في المرور..
ويبقي بدايتها توكتوك…وختامها تروسيكل!
——————
* مدير تحرير أخبار اليوم
