بنبني أكبر مستشفي سرطان في العالم .. بنبني أكبر برلمان في العالم ..بأكبر قبه في العالم. وهنبني اكبر جامع وأكبر كنيسه في العالم .. بنبي أكبر جامعه في العالم !
وقد فات من يتباهون بذلك أن يعلموا أن الأفضل ليس هو المبني الأكبر !
فاتساع الجامعات لا يمنحها ضمانات تخريج أفضل الباحثين وأمهر العلماء..لكنها المناهج العلميه المتطوره ، وتطبيق أساليب البحث العلمي الحديثة ، هي ما تحقق ذلك!
والمساحة الواسعة و المباني العملاقة .. ليست هي ما تجعل من مستشفي ما الأكبر في العالم .. وإنما جودة علاجه ومهارة أطباؤه وكفاءة تمريضه ، هي ماتجعله الأفضل .. وكذلك لا تكتسب المساجد والكنائس هيبتها بعلو مآذنها أو ارتفاع جدرانها ، لكنها تكتسب مكانتها وجلالها بقدر السماحة الراسخة في قلوب قاطنيها ومرتاديها ، ومدي استنارة عقول من يقدمون الوعظ بداخلها .
كما أن مبني البرلمان الأكبر عالميا ..لا يجعله الأكثر عراقه في الممارسة البرلمانية ولا واحة الديمقراطية ومدرسة السياسة في العالم ، ولكي يكون فلابد أن يضم نخبة من أفضل عقول البلد ، تمارس ديمقراطية الأداء البرلماني بأصوله .
وارجو أن ينتبه كل من يبهرهم الحديث عن المباني الاكبر والاعظم علي الاطلاق .. ان يتذكروا أن اليابان واحده من أصغر الدول مساحة ولكنها تصنف بين الأمم الأعظم ..والأفضل..والأرقي!
وأن المساحة الشاسعة لكثير من الدول لم تخلق منها سوي مجرد أسماء فقط علي خريطة العالم ، لا ذكر لها بين الشعوب .
ولهذا فإن ما يجب أن يشغل انتباهنا اولا واخيرا هو من سيشغل هذهالمباني العملاقه .
فقيمة البناء ليست بجدرانه .. وإنما بسكانه.
فقد ولت عهود الحضارات ذات المعابد والجدران العاليه .. وأصبح بناء الإنسان وصناعة العقول هو طريق الوصول للأفضل والأعظم في العالم.