حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
عارفين من إمتي كان واجب علينا نخاف علي بلدنا؟
من يوم ما المدارس إختصرت الحوش الواسع الكبير اللي كان يساع الكل… و يوم ما ألغينا حصة الألعاب وبقي الولاد يقعدوا في الفصل أو ينضفوا الحوش أو يروحوا بيوتهم بدل ما يلعبوا ألعاب.. وكمان من يوم ما لغينا حصص الرسم وقفلنا غرفة الموسيقي، وبقت مخزن للكراكيب والدكك المكسرة…. ومن يوم ما منعنا حصص المواد الجميلة زي الموسيقي والرسم والتدبير المنزلي والزراعه… اللي بتهذب المشاعر وتنمي الجمال في النفس وترتقي بالروح.
ومن يوم ما شجعنا ولادنا علي الغش في الإمتحان وعلمناهم إن الغايه تبرر الوسيلة، ويوم ما وصيناهم انهم ياخدوا حقهم من زمايلهم بدراعهم.. واللي يضربك اضربه..ويوم ما قرصنا ودانهم وقلنالهم ما تسيبوش أكلكم وسندوتشاتكم لحد وكلوها كلها!
ومن يوم ما علمناهم إنهم يتغروا بماركات ملابسهم وعلمناهم يقولوا لاصحابهم عارفين ده بكام !
ومن يوم ما خليناهم داخلين مع بعض منافسة مين معاه فلوس أكتر ومين بيتصرف عليه أكتر.. ومين يقدر يعلي صوته علي مدرسه أكتر !!
وقبل ما نشتكي أن الشارع بقي غابه فيها القوي بيفتري علي الضعيف، وإننا بننزل الشارع قلقانين علي ولادنا من الناس المؤذية.. يبقي لازم نعيد النظر في مدارسنا التي اتغيرت، وأصبحت مكان منبوذ لأولادنا، وقتلت فيهم الجمال والروح الحلوه، ونطالب باستعادة حوش المدرسة، وان تعود حصص الألعاب ، وترجع حصة الموسيقي والخط العربي والزراعة، والرسم .
وياريت تراجعوا نفسكم كمان.. فالبيت ليس أقل أهمية من المدرسة .. و بلاش تناقضوا نفسكم..ما ينفعش تقول لابنك عيب علي حاجة هيشوفك بتعملها، فبلاش شتايم أمام أولادكم.. يطلعوا مؤدبين، وبلاش إفترا علي حيوان ضعيف.. يطلعوا رحماء بيكم في الكبر. وبلاش نصايح تعلمهم الأنانية، وتبرر لهم الغلط، وعلموهم يحبوا عمل الخير، ويتمسكوا بالجمال.. يمكن ترجع الدنيا أحلي.. ونرجع متطمنيين علي بلدنا من تاني.
————–
* مدير تحرير أخبار اليوم
