الجمعة , 29 مارس 2024

داليا جمال تكتب: أطباء مصر.. نعمة كبيرة!

= 2150

على قنوات اليوتيوب شاهدت فيديو قصيرا لشاب سورى يبكى بحرقة، وهو يقف على أطلال منازل أهل الشمال السورى المكلومين بفقدان بيوتهم وذويهم إثر الزلزال الأخير، يوجه صرخات استغاثة لشعوب العالم، يتوسل لتقديم مساعدات لأهله وجيرانه، وبصوته المتهدج يقول… ماوصل لأراضى الشمال السورى إلا بعثة الإغاثة المصرية وطواقم الأطباء المصريين، الذين اجتازوا الحدود ودفعوا أموالاً طائلة ليتمكنوا من الوصول لمنكوبى الزلزال، فى وقت اكتفت فيه دول العالم بإرسال مساعدات غذائية وبطاطين لم تصل لأهل الشمال، بل تباع فى السوق السوداء، وبدموعه يدعو قائلا: جزاكم الله عنا خير يا أهل مصر، ويا أطباء مصر.

وفى جائحة كورونا كان أطباؤنا يرفضون مغادرة المستشفيات بالأيام والأسابيع، وكأنهم قد ربطوا مصيرهم بمصائر مرضاهم، فرفضوا التخلى عن دورهم فى إنقاذ المرضى وإغاثتهم، غير عابئين باحتمالات انتقال الفيروس اليهم، ودون أن يترددوا لحظة فى التضحية بأرواحهم وراحتهم ومستقبل أولادهم، واستمروا فى عملهم المتواصل لإنقاذ كل من يمكن إنقاذه، وحتى بعد أن سقط أكثر من ٣٠٠ طبيب منهم ضحية لكورونا، فإن ذلك لم يوقف تضحياتهم أو يقطع عطاءهم المتواصل..

أطباء مصر هم نعمة من الله اختصنا بها، فى وقت افتقدت فيه الكثير من الدول وجود عدد كاف من الأطباء فيها، ولذلك فهناك محاولات كثيرة وعروض مغرية لهجرة أطباء مصر لدول أخرى تؤمن مستقبلهم وحياة أسرهم برغد، ولهذا… لن يكون من العيب أن نعترف بأنه قد آن الأوان لإعادة النظر فى كل ما يخص الأطباء فى مصر، وأن نعيد صياغة قواعد لعمل الأطباء ورواتبهم ومميزاتهم المادية تضمن لهم العديد من الامتيازات، عرفانا بدورهم، وإحقاقا لحقهم علينا، وامتنانا منا على نعمة وجودهم فى حياتنا… قبل أن يغردوا خارج السرب بعد سنوات ليست بعيدة، ونندم على فقدانهم فى وقت لن ينفع فيه الندم.

———————————
* مدير تحرير أخبار اليوم

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6717 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.