حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
يكتبه: عبد الناصر عبد العزيز
أجمل شئ ان تركب القطار قبل الفجر والدنيا مظلمة ثم تشرق الشمس عليك وانت فى شباك القطار..وترى عينيك الصبح وهو يتنفس من تحت حجب الظلام وكأنما تنبعث الحياة فى الكون بعد سكون….
يالروعة الزروع الندية والشمس الضاحكة فى قلب السماء…وعينيك ترقب حركة الكون فى هدوء لا يقطعة إلا صوت عجلات القطار على القضبان….طعم لم يحس جماله إلا من جربه….كنت فى سفر للقاهرة وكانت متعة ركوب القطار مبكرا مسيطرة وجميلة…ولكنها انقطعت بمجرد وصولى للقاهرة …وانخراطى فى الزحام غير المنظم ….يا ملكوت الله ما هذه آلالاف المؤلفة؟
البشر فى محطات المترو… آلاف الناس فى الشوارع … آلاف السيارات تزحم الطريق…..والباعة وغيرهم والضجيج والهرولة هنا وهناك وكل مهموم بأمره…
فكرت مع نفسى فى كل شخص وأدركت أن كلا ممن رأيتهم بعينى من هؤلاء هو قصة فى همومه واحتياجاته وامراضه وابنائه وديونه ومشاكله فى عمله ومع جيرانه…وفكرت كيف الحياة؟
مع طعامه وشرابه وملابسه ومواصلاته وسكنه…و….و….. ونظرت للسيارات والبنايات وقلت فى خاطرى … أي دولة وأي حكومة تستطيع توفير المطلوب لهذا الكم من البشر؟
انه أمر مستحيل…ياااااااه مين يقدر يكفى الناس دول أكل ويكفى العربيات دى بنزين ولا المبانى والمساكن…..فعلا احنا كتير جدا جدا جدا…
وبعدين عاودت التفكير وتذكرت قول الحق سبحانه …وفى السماء رزقكم وما توعدون….وقوله تعالى ..وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها…
وقلت سبحان الله إنه على كل شئ قدير….واكتشفت اننى كنت غلطان جدا فى تفكيرى الأول…وان اللى كان بيفكر هو الحمار اللى جوايا مش أنا!
لأن المسألة مابتتحسبش كده خالص…فالكون له إله رزاق قدير…
طاب مساؤكم.
