الجمعة , 19 أبريل 2024

الذبح العلني… وإعلامنا الدموي… (نيرة أشرف ومحمد عادل)

= 11977

بقلم: ياسر عامر

لم أكن يوماً من الذين يركبون الموجة ويغالون أو يحاولون الظهور ويدلون بدلوهم وخصوصا في مثل تلك الحوادث المفجعة حادث ذبح فتاة لم تكد تخطو أولى خطواتها نحو المستقبل وذابح ضاع مستقبله هو الآخر وهو بالكاد علي وشك وضع قدمه علي بداية طريق المستقبل… أسرتان حاصرتهما الحسرة والندامة دُفنت نيرة أشرف وتركت قلوبنا تنزف دماً… ليس حادث قتل عادي كآلاف الحوادث التي تحدث يومياً… ليس القتل فريداً أو غريبا علينا نحن البشر فقد خُلق مع بداية خلقنا فقتل الأخ أخاه ثم ندم فجاء غراب ليعلمه كيف يدفن ويواري جثة أخيه التراب… وهنا السؤال لماذا الذبح أي جز الرأس؟ تكررت هذه الحادثة قبل شهور في الإسماعيلية الذبح ولماذا الذبح وليس الاكتفاء بالقتل… كان غرض “محمد عادل” ذابحا “نيرة أشرف” هو الذبح وليس مجرد القتل أو إزهاق روح الخالق في بني آدم فتكمن الرسالة في الذبح نفسه بالسكين وفي التوقيت قبل أيام عن عيد الأضحي “عيد الذبح للأضحية” والذي هو علمياً أنسب وسيلة للتخلص من الدم والسموم من جسد الذبيحة لتكون حلالاً بعد تلاوة اسم الله عليها ولكن على المتخصصين أن يبحثوا لماذا القتل عن طريق الذبح للإنسان؟

ولماذا في العلن جهاراً نهاراً فلم يختبئ الذابح لضحيته ولم يستغل ظلام الليل بل في وضح النهار أمام المارة… هل المقصود قتل فتاة اُختيرت بعناية لافتة للأنظار تتمتع بجمال عال، مما زاد تعاطف الناس وزادت البلبلة سافرة أو غير محجبة ومنهم من اختلف في ديانتها للوهلة الأولى ومن أمام جامعة المنصورة العريقة أكثر من ١٢٠ كاميرا موبايل صورت الحادث وتفاصيله بالإضافة لكل كاميرات المحالّ الموجودة بالمكان وانتشر الحادث عبر وسائل الإعلام كالنار في الهشيم وخاصة الفيس بوك وما بالك وأجهزة المحمول في أيدي أطفالنا يا لها من رسالة قذرة أفرزها إعلام دموي موجه تحركه قويا غير ظاهرة خفية إعلام يبث العنف في الدراما والأفلام والبرامج وإيحاءات من مسؤولين وقادة ومدرسين وأساتذة جامعات وآباء وأمهات ترديد كلمة “هدبحك” إما لفظاً أو رمزاً أو إيحاء دون وعي منا أو بقصد.

الذبح ليس لبشر ومن ابتكر تلك الثقافة ونشرها في المجتمع هو “المعلون” ابحثوا عن أصل الفاعل وامحوا ثقافة الذبح من الأذهان واحذروا العواقب فإنها خطيرة فقد تصبح عادة وسنة سيئة فينتشر الذبح في البلدان.

ولي عدة تساؤلات لم أستطع الإجابة عليها هل فتاة جميلة ولافتة بهذا الشكل ألم يخش عليها والدها من السفر في ميكروباص “وسيلة غير آمنة” بمفردها، ولم يلتف لمظهرها وخصوصاً أنها ذاهبة لامتحان؟ أيضا وسط الفتاة لا يتناسب مع مظهرها، كذلك كيف وهو مرب فاضل أن يضع النار بجانب البنزين ويسمح لها بالتعاون والاستذكار وعمل الأبحاث من شاب في مرحلة مراهقة؟ هل لا يوجد زميلات لها متفوقات؟ ولماذا لم تأخذ الشرطة الموضوع مأخذ الجد على الأقل إقرار تعهد بعدم التعرض لها واستدعاء أهله وتحذيرهم؟ عموماً سيتضح من التحقيقات الحقائق.

رحمها الله ونتمنى القصاص العادل وندعو بالصبر والسلوان للأسرتين اللهم بلغت على قدر استطاعتي اللهم فاشهد.

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1036 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.