حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
مسقط، خاص:
الإنسان هو صانع الحضارة، وهو هدف كل تنمية وتطوير، لذا تضع العلوم الحديثة التنمية البشرية على رأس عوامل الرقي والتقدم، والوسيلة الناجعة لبناء المجتمع وتحقيق الرفاهية، وهذا ما أدركته سلطنة عُمان مبكراً منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وحتى اليوم وعلى مدار 47 عاما من مسيرة البناء والتنمية، وتجلى ذلك من خلال الفعاليات المتوالية متمثلة في مؤتمرات وحلقات عمل هدفها الأساسي تنمية الإنسان.
وتواصل سلطنة عُمان تحقيق مستويات متقدمة في هذا المجال بشهادة مؤسسات دولية مرموقة، إدراكاً منها بأن الثروة الحقيقية للأمم تتمثل في المواطنين القادرين على البناء بسواعدهم واللحاق بركب الدول المتقدمة.
فمنذ عام 1970 تتبنى عُمان مفهوماً واسعاً لتنمية الموارد البشرية؛ حيث تضع الإنسان على رأس هرم التنمية، باعتباره الهدف والغاية، وليس وسيلة فقط لتحقيقها حسب المفهوم التقليدي للتنمية، لهذا اهتمت كافة خطط التنمية السابقة بتنمية الموارد البشرية وفق هذا المفهوم الواسع.
ومن خلال انتهاج سياسات وآليات عملية متكاملة لتنمية الموارد البشرية، نجحت الدولة في مسايرة ومواكبة معطيات القرن الحادي والعشرين، إذ تتركز الجهود على تنمية الموارد البشرية بأوسع معانيها.
وشهدت مدينة صلالة خلال الآونة الأخيرة حزمة من الفعاليات البارزة، التي تجسد السياسة العُمانية في مجال تنمية الموارد البشرية، وكان آخر هذه الفعاليات المتخصصة المؤتمر الخليجي لتطوير الكوادر البشرية والذي عقد على مدى يومين بمُشاركة عدد من الخبراء والمعنيين بهذا المجال محليا وإقليميا.
إجمالاً يمكن القول أن استراتيجية التنمية البشرية في سلطنة عُمان تتسم بالشمولية ولا تقتصر على تطوير الكوادر الوظيفية والمهارات المهنية المختلفة، وإنما تبدأ نظرياً وعملياً من المدرسة؛ حيث يبدأ العمل على بناء جيل مجيد قادر على التعلم المُستمر وتحمل مسؤولية التنمية وبناء الوطن، والتعامل مع الحياة العصرية ومُعطياتها التقنية.
ولا شك أن التحولات التي يشهدها العالم وما تقتضيه الضرورات من مواكبتها، تحتم ضرورة العمل نحو تعزيز القدرات البشرية للعاملين في شتى مجالات العمل، سواء الحكومي أو الخاص، والحفاظ على استدامة التدريب والتأهيل، بما يكفل استمرارية تلقي المعارف، وشعور الموظف بقدرته على الإنتاج والعطاء بلا حدود.
