الخميس , 28 مارس 2024

أسئلة الأطفال الجنسية…كيف نرد عليها؟

= 2352

بقلم: عادل عبدالستار *

أتصل بى أحد الاصدقاء منذ اسبوع يقول لى .. عادل ابنى بيسألنى كيف بتعرفوا المولود أنه ولد ام بنت؟

وسؤال صديقى كيف أجيب على إبنى ؟ ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه … واقول:

أن معظم الأطفال يمرون بمرحلة الأسئلة الفضولية التي لا تنتهي. وهذا مؤشر طبيعي على النمو السليم لعقلهم، ولكن بعض الآباء والأمهات يتخوفون من أن ينطق احد أولادهم بالسؤال الأكثر إحراجا ما هو الجنس، أو ببساطة من أين يأتي الأطفال؟ ويتخوفوا ايضا أن يسأل عن هذا امام الناس.

تقول إحدى السيدات فاجأني ابني بسؤاله “ماما، أين عضوك الذكري؟” وقد تأتي هذه الأسئلةَ المحرجة أسرع مما تتوقع. وأحياناً في الأوقات غير المناسبة. ولكن يجب أن نتذكر دائماً بأن الطفل عندما يسأل عن الجنس فهو ببساطة يحاول أن يفهم العالم من حوله .

وعلمياً يجب بالبدء بالحديث عن الجنس مع الطفل في المرحلة العمرية التى يمكن له أن يستوعب العناوين الرئيسية لتلك الامور ، وهذا على الأغلب يكون في سن ثلاث سنوات. ويبدأ الطفل غالباً بسؤاله لماذا أنا مختلف عن شقيقتي، أو لماذا لا تملك شقيقتي عضو ذكري؟( يقول هذا بطريقته ولغته )

لذلك كان الهدف من هذا المقال هو الاشارة الى بعض النصائح للإجابة على أكثر الأسئلة الفضولية التي يطرحها الأطفال غالباً:

إذا استفسر الطفل عن أعضائه التناسلية، ينصح الأهل باستخدام الأسماء العلمية للأعضاء مثل القضيب، والمهبل، والشرج، والفرج والابتعاد عن الأسماء الدارجة للأعضاء التي يستعملوها فى لهجتهم العامية . او ما يٌسمى ( Street language) ويمكن استخدام احد الكتب التعليمية ( اذا كان سنه يسمح بهذا وبمساعدة الاهل طبعا ) تلك الكتب تحتوي على شرح الأعضاء، وبهذا يأخذ الموضع منحى طبي ثقافي حتى لا يشعر الأهل بعدم الراحة أو الإحراج.

إذا استفسر الطفل عن كلمة سمعها فيها دلالة جنسية ولكن بالهجة العامية ، يجب على الأهل أن يصححوا معلومات الطفل ويخبروا الطفل بأنها كلمة سيئة، وبأن الطفل المؤدب لا ينطق مثل هذه الكلمات.

إذا أراد الطفل الحديث عن موضوع الجنس في الإمكان العامة، أو المدرسة، يجب على الأهل أن يخبروا الطفل بأن هناك أماكن للتحدث عن تلك الامور ، وأن المدرسة والاماكن العامة ليست مناسبه لهذا .
ثم اذا سأل الطفل عن عضو من اعضائه الجنسيه أن نرد عليه نحن بسؤال “أين نتحدث عن أجسامنا؟ واتركوه ليجيب في البيت او عند الطبيب. ومع من نتحدث عن هذه المواضيع؟ مع ماما وبابا.” وهكذا. ( طبعا بعد ما نكون علمناه اولا)

إذا قام الطفل بلمس أعضائه التناسلية، ينصح الأهل بأن لا يخيفوا الطفل أو ينهروه بطريقة عنيفه او مٌهينه … لان الطفل ببساطة يتعرف على جسمه، وقد يكون متضايقاً من الحفاطة مثلا أو ببساطة يشعر بالراحة للمس جزء من جسمه أو قد يكون مصاباً بطفح جلدي وهكذا . ويمكن أن ننبه أطفالنا انه من غير اللائق أن يلمسوا أعضائهم التناسلية

إذا سأل الطفل، من أين أتى أخي الصغير؟ يجب على الأهل أن يجيبوا الطفل حسب مستواه العقلي، مثلاً ماما أنجبت أخاك مثلما أنجبتك. لا يحتاج الطفل أن يعرف الطريقة الطبية بتفاصيلها فقد لا يفهمها، كما يجب أن لا نضحك عليه أو نستهزئ بسؤاله، فالأطفال متفتحو الذهن ويمكنهم تمييز الكذب. يمكنك أن تجيب سؤاله بسؤال أخر فربما يكون قصد الطفل هل جاء أخي من المستشفى؟ هل قامت أمي بشرائه من السوبر ماركت ؟ وهكذا فالطفل لا يعي حقيقة انه كان مكان هذا الطفل، بل هو موجود وهذا الطفل جاء من مكان ما.

إذا سأل الطفل، كيف دخل الطفل إلى بطن ماما، هل أكلته؟ يجب على الأهل أن يوضحوا بأن الأطفال لا يؤكلون بل أنهم هبة من الله تحفظ في مكان مناسب قرب المعدة في بطن الأم،حتى يبقى بعيداً عن الخطر وحتى تعتني الأم به، كما تعتني بك و أنه سوف يخرج من بطن ماما ليلعب معه ويحدثه. ويجب ان لا نترك الطفل مشوشاً، فقد يؤثر هذا على تركيب أفكاره بيما بعد ، فيعتقد بأن أكل الناس أمر طبيعي على سبيل المثال.

إذا قام الطفل بسرد معلومات الجنس للأطفال الآخرين في المدرسة أو النادى او الحديقه ، يجب على الأهل أن يخبروا الطفل بأن هذه المعلومات خاصة بالعائلة ويجب أن لا يشارك أحدا بها.

إذا قام الطفل بإظهار سلوك ودي جداً في المدرسة مع زملائه … أو مع أطفال من عمره. يجب أن يدرك الأهل بأن الأطفال عاطفيين بطبيعتهم، وهم لا يعرفون كيف يتحكمون بمشاعرهم اتجاه الأشخاص الذين يحبونهم، ولهذا يجب أن نلفت انتباههم إلى أن الأطفال الآخرين قد لا يكونون مرتاحين إذا قاموا بتقبيلهم مثلا بشكل مستمر. كما يمكن للأهل أن يحددوا الأشخاص الذي يجب على الطفل أن يقبلهم، وبالتالي يتم توجيه الطفل عاطفياً.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن نعلم الأطفال بأن كشف عورتهم للناس أمر سيئ وغير مستحب، وبأن الناس تحب الأطفال الملتزمين بالأدب.

وعلى الاهل أن يدركوا التعامل مع الطفل يجب أن لا يكون أمرا محرجاً لهم ، لان الطفل لا يعلم ما هو المحرج في الأمر، فهو يريد إجابة لسؤاله فقط. وينصح الأهل بالتحدث مبكراً مع أطفالهم حول هذه المواضيع، قبل ذهابهم إلى المدرسة حتى لا يتعرضوا إلى التحرش الجنسي، أو حتى لا يستغل طيبتهم شخص مريض نفسياً ويسبب لهم الأذى. كما من المهم أن يكون الأهل المرجع الرئيسى للطفل حول هذه الأمور، ولن يحدث هذا الا اذا كون الأهل ثقة متبادلة مع الطفل حتى يأتى اليهم هم وليس غيرهم ليسألهم عن ما يدور فى ذهنه.

اللهم احفظ اولادنا وبيوتنا

اللهم احفظ مصر … ارضا وشعبا وجيشاً

—–
* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 194 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.