حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
تعجبت وأصابتني دهشة أقرب للصدمة، وأنا أرى علاء وجمال مبارك يقدمان العزاء في والدة الصحفي مصطفى بكري، أين في مسجد عمر مكرم؟
يالها من مفارقة أقرب للمأساة..كيف تجرأ كلاهما على العبور بسيارتهما من ميدان التحرير، وكنت أظن أنه سيشكل "عقدة أبدية" لأفراد هذه الأسرة الحاكمة سابقا، ولكل من له صلة بنظام مبارك.
ألم يتذكر – أحدهما أو كلاهما – مشهد الملايين التي خرجت من هنا في ثورة عارمة على حكم أبيهما..وظلت تهتف بسقوطه 18 يوما متصلة؟ ألم ينصحهما أبوهما؟ ألم تخش عليهما أمهما من الذهاب إلى هناك؟
هل نسيا أن مسجد عمر مكرم الذي دخلاه بدم بارد، كان شاهدا على دماء مئات المصريين التي سالت بين جدرانه وخارجها للخلاص منهم، ودفاعا عن العيش والحرية والكرامة؟
لقد انتقد البعض زيارة جمال مبارك مؤخرا للأهرامات، بصحبة زوجته وطفلتهما، وقال البعض الآخر أن من حقه كمواطن زيارة أي مكان في بلاده، لكن ما لا يجوز اعتباره حقا لعلاء وجمال أو أيا من رموز هذا النظام البائد، أن يستفزوا مشاعر المصريين بهذه الطريقة الفجة.
فمجرد وجود علاء وجمال في مسجد عمر مكرم بالتحرير يشكل إهانة لثورة 25 يناير، بل ولثورة 30 يونيو بالتبعية، ولو أن هناك نية صادقة لحماية هذه الثورة فعلا لتم تقديمهما للمحاكمة العاجلة على هذه الإهانة الصريحة التي وجهت لكل المصريين!
مجدي الشاذلي
