فى ظل ما يحدث من تدنى أخلاقى وإحلال المال والنفوذ محل الأخلاقيات، لا عجب من قضية (ابن المستشار)، فلا أول ولا آخر ضحايا الراعى المقصر الذى يتعامل مع أبنائه على أنه مجرد ممول مادى لهم، متخليا عن دوره الأساسى فالتربية ورعاية أبنائه أخلاقيا أولا ثم ماديا..
للأسف الشديد ندور فى دائرة مترابطة للفساد الأخلاقى والمجتمعى.. نصنع صغارا بلا أخلاق.. فيشبوا رجالا مجرمين فيبثوا سمومهم على المحيطين ومن تحت إمرتهم .. فينشأ جيل جديد بلا أخلاق وهكذا..
ندور فى دائرة مغلقة لابد من تحطيمها وكسرها، وهذا الدور يبدأ من الدولة أولا بتفعيل دورها الرقابى والأدبى وتوفير سبل السلام النفسى للراعى حتى ينصب هذا بدوره على رعيته، قطعا بلا شك وضع شخص تحت ضغط مبالغ فيه سوف يؤدى به إلى إفراغ هذا الضغط على من دونه تلقائيا..
مثلا، كنا نرى الأب الموظف يتلقى أجرا كريما يكفيه ليعود إلى بيته بعد ساعات العمل الرسمية بمنتهى السعادة ليسأل عن أحوال بيته وأولاده، لقد اختفت هذه الصورة.. البعض بإرادته والبعض أجبرته الماديات على ذلك حتى يستطيع أن يصل إلى حد الكفاية..
الملخص يا سادة العدل والرقابة فى توزيع الحقوق إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.