حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
رغم أن فيروس كورونا يعد مأساة للبشرية .. إلا أنه جعل العالم يدرك قيمة العلم والعلماء، فلا نجوم الكرة اللي بيتباعو بالملايين هينفعوا البشرية ولا نجوم السينما هيشفوا المرضى!
كل العالم اليوم يبحث عن الأطباء، لأنهم ببساطة الجيش الحقيقي وأصحاب البطولة الحصرية في مواجهة شبح الكورونا.. وقد وصل الأمر إلى أن دول أوروبا رفعت رواتب الأطباء بنسبة ١٠٠٠ % نعم ألف في المية. كما أصبحت أوروبا تستدعي الأطباء من الصومال !
أما رئيس أمريكا بجلالة قدرها، ( رافض اللاجئين ومحارب الوافدين) ، فجأة.. يصرخ و يستغيث ويعلن على الملأ فتح أبواب أمريكا المغلقة للأطباء من كل أنحاء العالم، يغريهم بتأشيرات وإقامة ورواتب ضخمة لهم ولعائلاتهم، المهم ينقذ أمريكا وشعبها.
فمع كورونا لا نافع فلوس، ولا بترول، ولا أي حاجة إلا الأطباء والتمريض فقط.
وفي الوقت الذي تتصارع فيه الدول العظمي أصحاب القيم على السطو على الطائرات المحملة بالكمامات والمستلزمات الطبية وتقدم كل الإغراءات والدعم لاستقطاب الأطباء من الدول الأخرى، ننفرد نحن بمحاربة الأطباء والتمريض!
طبيب توفي والده بفيروس كورونا وقفوا له بالمرصاد رافضين دفن أبوه! سائقوا التاكسي أو أوبر وكريم يرفضون نقل الراكب لو علموا أنه دكتور او دكتورة!
طبيبة.. تستغيث بالشرطة حتي تدخل بيتها، بسبب تجمهر جيرانها رافضين وجودها لأنها ببساطة طبيبة تعالج مرضى الكورونا، وتنقذ أرواحهم وأرواح اهاليهم في المستشفى، ممكن تتعدي أو تموت أثناء إنقاذ أي مريض فيهم .. لكن.. تدخل بيتها وتعيش معززة مكرمة لأ ..وألف لأ !!
طبيبات مستشفى النجيلة يعملن ٦٠ يوما بلا انقطاع، لإنقاذ حياة المرضى، وكل منهن تعلم أنها معرضة للعدوي وقد تفقد حياتها، لكنه الإلتزام والإخلاص في تأدية الرسالة المقدسة التي آمنت بها.
العالم اليوم يقدس الأطباء ورسالتهم .. بينما نواصل نحن معاملتهم بكل نكران وجحود وكراهية… دون أن ننتبه إلى أننا جميعا سنواجه الموت لو تخلي عنا الأطباء والتمريض، ولو انتشرت هذه الأفعال في مجتمعنا دون ردع، كانتشار كورونا سيكون من أبسط حقوق الفرق الطبية أن يخافوا علي انفسهم، أسوة بهؤلاء الجهلة من ناكري الجميل، وقتها.. لن نجد من ينقذ أرواحنا بعد أن نكون قد دمرنا معنوياتهم وزرعنا الأنانية والكراهية والغباء بيننا وبين اصحاب الأيادي البيضاء والرسالة السامية.
————-
* الكاتبة مدير تحرير أخبار اليوم.
