الأربعاء , 24 أبريل 2024

إيمان سليمان تكتب: نهر العطاء..!

= 1999

العطاء أنواع كثيره منها المرهون بوقت ومنها المرهون بمصلحة ومنها المرهون بالمقايضة والتبادل وغيره الكثير والكثير من الانواع ولكن هناك نوع واحد من العطاء لا ينتهي أبدا بل يتجدد وكلما مر عليه وقت زاد وفاض وهو غير مقترن بوقت ولا مصلحة ولا مقايضة ولا تبادل نفعي او شخصي إنه عطاء الآباء للأبناء فهو نهر جاري لا ينضب منبعه ولا يتأثر بالعوامل الزمنية فسبحان من وضع الحب في قلوب الأباء لأبنائهم منذ اللحظة الأولي فالأم عندما تشعر بالجنين في أحشائها تتولد لديها كل مشاعر الحب والعطاء وكل ذلك قبل حتي أن تراه . وكذلك الأب يشعر بفرحه عارمه ممزوجة بخوف علي طفلة القادم وبفكر ويخطط كيف سيؤمن له مستقبلة منذ ولادته وحتي زواجه.

ويبدأ نهر العطاء في الجريان والسريان ليتخذ أشكالا وأشكالا في دروب الحياة لرسم طريق وحياة طفلهم القادم وتبدء بداية الرحلة من اختيار إسمه وحتي ترتيبات زواجه والمنزل الذي سيسكن فيه وإذا كان المولود أنثي فيفكر الأبوين كيف يؤمنون لها كل ما تحتاجة منذ الولادة وحتي تصل الي بيت زوجها وربما بعد ذلك احيانا فالأبوين عطاء لا ينضب ولا يجف بل تمتد الي الاحفاد.

وهنا لنا وقفه فكما أوصانا رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامة عليه ببر الوالدين أوصانا كذلك ببر الأبناء وفسر لنا كيف يحدث ذلك في عدة مواضع في القراّن الكريم واستكمله نبينا الكريم صلي الله علية وسلم في الكثير من الأحاديث والسيرة النبويه ومنها علي سبيل المثال وليس الحصر :

1- بر الآباء بالأبناء عن طريق حسن اختيار أسمائهم وأن يذكروهم بأحب الأسماء إليهم ولا يذكرونهم بأسماء يكرهونها او تؤذيهم نفسيا او تقلل من شأنهم بين الناس فكما نعلم أن لكل منا نصيب من إسمه.

2 – كذلك من البر بالأبناء الإحسان إليهم بحسن تربيتهم دينياً وخلقياً وعلماً فمن نشأ علي تعاليم الدين جيداً وجعلها نبراس له في الحياة كان باراً بوالديه في المستقبل ومن تعلم دماثة الخلق منذ الصغر كان محبوباً بين الناس ويحظي بكل تقدير وإحترام في الكبر وكان سبباً في دعاء الناس لأبويه لأنهما أحسنا تربيته وكان قدوة لغيره من الناس.

3 – وكذلك من علامات البر تعليم الأباء للأبناء إحترام الغير سواء كان كبيراً أو صغيرا ً وتعليمهم أداب الحديث مع الصغير قبل الكبير والإستماع الي الأخرين وإحترام أرائهم حتي لو كانت مخالفة لرأيه وسيكون الأبناء سببا في ذكر أبائهم بطيب الكلام والدعوات علي حسن التربية.

فما أجمل أن تبر أبناءك بما يجعلهم قدوة ومثال حسن لمن حولهم وهذ البر بهم في الصغر سيكون سبباً للبربالوالدين مستقبلا فيدعون لهم في الدنيا والآخره .
ولكن كل ذلك ينقصه نقطة هامه جدا إذا غفل عنها الأباء فسد كل شىء وسيكون كل ما سبق بلا جدوي ألا زرع الثقة بالنفس في الابناء دون الوصول لمرحلة الغرور والكبرياء.

فعلي الآباء غرس الثقه بالنفس في الأبناء منذ الصغر وبناء شخصية سوية محبه للغير دون المبالغه حتي لا تنقلب الي غرور من فرط الثقه بذاته ووقتها سيكون عدواً لنفسه ولغيره .

فالثقه بالنفس كالشجرة المثمرة إذا تم الإعتناء بها بطريقة صحيحة أثمرت أفضل الثمار وأجود الأنواع ودام عطائها في المجتمع . وإذا تم الإفراط في العناية بها أصبحت ثمارها عَطبة لا تصلح للإستخدام وتؤذي باقي الثمار ولغرس الثقة بالنفس بطريقة صحيحة يجب غرس الإعتماد علي الذات والتدريب علي تحمل المسؤولية تدريجياً وحتي الوصول لتحمل المسؤولية كاملة في السن المناسب لأنه وبمرور الوقت سيصبح الأباء في حاجه للرعاية من قِبل الأبناء فكيف سيتمكن الأبناء من فعل ذلك إذا لم يتعلموا تحمل المسؤولية فالسن المناسب لذلك وكيف سيواجهون صعوبات الحياة ومافيها دون الثقة بالنفس والاعتماد علي الذات.

وأختتم هذه المقاله بدعائي بالبركة والخير لكل أب وأم أفنوا حياتهم في تعليم أبنائهم بما ينفعهم في دنياهم ودينهم ويجعلهم قدوة طيبة مشرفه لغيرهم وكانوا سبباً في تنشئة جيل يعتمد عليه ويخاف الله في كل شئ.

دمتم في حفظ الله وأمنه ،،

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 2009 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.