الخميس , 18 أبريل 2024

علي العبدان الشامسي : “أمير الشعراء”منصةٌ إعلاميّةٌ مهمةٌ جداً بغض النظر عن مسألة الفوز

= 1977

أبوظبي – كوثر فال

تقدّم الشاعر الإماراتي علي العبدان الشامسي، الذي تمكن من تجاوز المرحلة الأولى من مسابقة وبرنامج “أمير الشعراء” في موسمه السابع، بالشكر الجزيل لكافة القائمين على إنتاج هذه المسابقة الأدبية العظيمة، فهي كما وصفها مسابقة تعيد للشعر العربي مجده وألقه، كما أن المسابقة منصةٌ إعلاميّةٌ مهمةٌ جداً بغض النظر عن مسألة الفوز بأي لقب أو درجة فيها، فكثيرٌ من المشاهدين يترقبون المسابقة والمشاركين فيها خاصةً مع تقدم المراحل، ولهذا فأنا سعيدٌ جداً بتأهلي للمرحلة القادمة التي هي مرحلة الخمسة عشر شاعراً، حيث أطمح من خلالها إلى تقديم قصيدةٍ أفضل من حيث معانيها وجزالتها وشعريّتها لتتوافق والمستوى المطلوب لهذه المرحلة، فالتأهل إلى المراحل المتقدمة في مسابقة “أمير الشعراء” يزيد من حمل المسؤولية الأدبية والفنية على الشاعر، خاصةً أنني أريد تمثيل وطني الإمارات خيرَ تمثيل وبأفضل ما لديّ في هذا السياق، فأنا الإماراتي الوحيد في هذه المسابقة، وأريد بهذه المناسبة أن أذكرَ بأنني مسؤولٌ أيضاً عن تشجيع الجيل الجديد من شعراء الفصحى الإماراتيين الذين لا يشاركون في المسابقة خوفاً من عدم الوصول، وهذا أمرٌ سلبيٌّ لأنهُ يُضعف الاهتمام بالشعر والأدب العربي، وكذلك يضعف الاهتمام باللغة العربية الفصحى وآدابها، لذلك أتمنى أن أحقق إنجازاً في المسابقة تشجيعاً لإخوتي الإماراتيين.

وعن زملائه الشعراء المنافسين في المسابقة، أشار العبدان إلى أنّه يتعامل معهم في الواقع من باب المنافسة الشريفة، وقال: أتمنى النجاح لنفسي كما أتمنى التوفيق للجميع، ولا أخوض معهم كثيراً في التفاصيل لأن المسابقة ميدانٌ تحكمه أمور عدة؛ منها لوائح المسابقة، ومنها قرارات لجنة التحكيم وانطباعاتهم، ومنها اقتناع الجمهور وتصويتهم، وأخيراً أحب أن أقول بأنني أطمح إلى مزيدٍ من التشجيع من الجمهور الإماراتي الذي لم يتجاوب كثيراً مع هذه المسابقة؛ فقد لاحظت من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أن أكثر الذين مدحوا مشاركتي أو علقوا عليها ببعض التعليقات المشجعة هم من دولٍ عربيةٍ أخرى، ولهذا ينبغي للقائمين على المسابقة المزيد من التبشير بها وبالمشاركات الإماراتية فيها، وهذا لا يضر المسابقة بل يرسخ مكانتها كفكرةٍ إبداعيةٍ إماراتية، كما أنه سيشجع الجيل الجديد من الشعراء الإماراتيين على المشاركة الفعالة في المسابقة.

وتنظم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي الحدث الثقافي العربي الكبير مسابقة وبرنامج “أمير الشعراء” في موسمه السابع، خلال الفترة من 21 فبراير ولغاية 25 إبريل 2017، بمشاركة 20 شاعراً من 12 دولة عربية، وذلك في مسرح شاطئ الراحة بالعاصمة الإماراتية، ويتم نقل المنافسات على الهواء مباشرة عبر قناة الإمارات وقناة بينونة، مساء كل يوم ثلاثاء على مدى 10 أسابيع. ويُقدّم البرنامج كل من الإعلامية والشاعرة اللبنانية د.نادين الأسعد والمذيع الإماراتي المتألق محمد الجنيبي.

وكان علي العبدان قد ألقى قصيدة (نغمةٌ في الشرقِ حَيْرىٰ) في الحلقة الثانية حيث حصل على 43.5 درجة من لجنة التحكيم من أصل 50 درجة، ليتأهل لاحقا ً للمرحلة الثانية بمجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور، وجاء في قصيدته:

أَيا نغمةً حَيْرىٰ بذا العَصْرِ أَقبلَتْ تَلومينَ موسيقى العُروبةِ أنْ جَفَتْ
تَقاصَرَ عنها حُسْنُها وبَديعُها مَقاماتُها مِن بَعْدِ شأنٍ تَغَرَّبَتْ
ولٰكِنّها يا نَغْمَ أجدَرُ أنْ تُرىٰ حقيقتُها في غَوْرِها يومَ أُنجِبَتْ

أعضاء لجنة التحكيم قالوا الكثير فيما قدم العبدان. فوصفه د.فضل بأنه فنان يرتكز في قصيدته على مخاطبة النغمة. يبدأ بإفهام شعري جميل إن كان يقصد النغمة من مقامات الموسيقى، أو الثقافة، أو المحبوبة. ومن ذاك الرمز الشفيف كشف الشاعر عنها غلالتها برفق، لكن ما لبث أن لام موسيقى العروبة إن تغرّبت. وحول الشفافية رأى د. فضل أنها بدأت تتوارى قليلاً قليلاً في النص، رغم توقعه أن العبدان سيمزج الفنون، ويكتب قصيدة ذات طابع تشكيلي، لكن الشاعر لم يطور المشهد، ما حوّل شعره إلى نظم قوي ورصين يفتقر الوحدة العميقة الجمالية.

د. بن تميم قال إن النص يقارن بين الموسيقى القديمة والحديثة، ويدافع عن القديم دفاعاً مستقتلاً، ومثلما يرصد التراجع في النغمة المعاصرة، يرصد لحظات تألق الموسيقى القديمة. ومن الدفاع ينتقل الشاعر إلى الهجوم، غير أن المقارنة لم تأتِ موسيقية إنما بين عصرين مختلفين، وعلّق على حكم العبدان المطلق بأن الموسيقى المعاصرة جافة وغريبة، مشيراً إلة قسوة الحكم. وما سبق جعل النص خالياً من الموسيقى رغم موهبة الشاعر الموسيقية.

من جهته أشار د. مرتاض إلى القافية التي بدت وكأنها سرقَت الشعر من العبدان، محبذاً لو كان هناك إيقاع يرتكز ويطول حتى يعطي نغمة ثانية. أما الميزان العروضي فقد أساء قليلاً إلى المطلع الذي هو ميزان القصيدة أصلاً. وأبدى الناقد إعجابه بالصور الشعرية الفاخرة والراقية التي وردت في النص، وبمعجم الشاعر النقي والسليم. ومع أن العبدان حاول تقديم نص عروضي جميل وموضوعي، إلا أنه لم يوفق، إذ نقص الجمال الشعري، وبدت المباشرة فيما قدم.

شاهد أيضاً

تهنئة الزميلة نيرة الإمام للأمة الإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك

عدد المشاهدات = 2941 تتقدم الزميلة الصحفية نيرة الإمام بخالص التهانى للشعب المصري والأمة الإسلامية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.