السبت , 20 أبريل 2024

عائشة الجناحي تكتب: ليس نصفاً بل مكملاً..!

= 755

Aisha Gonahy

عائشة الجناحي


يروى أن زوجاً غضب على زوجته فقال لها متوعِّداً: لأُشقينَّكِ، فردت عليه بهدوء: لا تستطيع أن تُشقيَني، ولا تملك أن تسعدني، فقال لها: وكيف لا أستطيع؟

فقالت: لو كانت السعادة في مال لقطعته عني، ولو كانت زينة من الحلى لحرمتني منه، ولكنها في شيء لا تملكه، فرد عليها متعجباً، وما هو؟

فقالت: سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان عليه غير ربي.

بين الأزواج حب ينبض، ولكن لا يمكن أن يدوم بلا أكسجين يمده بالحياة، هذا الأكسجين هو المهارات والأدوات، التي يجب على الأزواج اكتسابها، للحفاظ على الحياة الزوجية، ولكن علينا أن نعترف أن من يكتسبها من الأزواج اليوم قليل، وإلا لما كثر الانفصال، والجفاف العاطفي بين الأزواج، فبالرغم من وجود الحب بين بعض الأزواج، الذي يسري مسرى الدم في الوريد إلا أنه لا يكفي لتحقيق حياة زوجية سعيدة.

أحببتك وكأنك آخر أحبتي على وجه الأرض، وعذبتني وكأني آخر أعدائك على وجه الأرض- شهرزاد.

تشتكي بعض الزوجات من مدى أنانية الأزواج، الذين لا يهتمون إلا بأنفسهم، فتقول إحداهن «زوجي لا يتغير أبداً، فهو لا يضعنا في برنامجه الأسبوعي، الذي ينضح بالأنانية لاهتمامه الشديد لقضاء وقته مع أصدقائه، وإذا خاطبته عن مدى استيائي يصرخ في وجهي وينعتني بالجاهلة، هل استحق هذا التعامل، وهو في عيني جهاتي الأربع».

لا يجدر أن يلغي أحد الطرفين نفسه، بسبب تعلقه الزائد عن الحد بالطرف الآخر، ومن الطبيعي حب شريك الحياة والتعلق به، ولكن يجب ألا يزيد ليتحول إلى هاجس يؤذي نفسية الزوجة، فيؤثر سلباً على العلاقة الزوجية، ويجعل الزوج ينفر من التي تعلق قلبه بها.

التعلق أحياناً يجعل الزوجة تقلد شريكها بأسلوب التفكير، لأنها تتأثر بتفاصيل شخصيته، وهذا ما يؤثر على استقلاليتها تدريجياً، فتتلاشى وتنصهر مع شريكها بشخص واحد، ومن التعلق الشديد تُكثر الزوجة من التفكير بزوجها في كل زمان ومكان، خلال غيابه عن المنزل فتشعر بالحيرة، لذا تكثر الاتصالات، وتزداد الغيرة، فتتحول حينها إلى شكوك وتساؤلات قد تهدم الثقة في العلاقة الزوجية.

لعلاج التعلق الزائد يجب التحكم بالعواطف وضبط ردود الأفعال، ويجب الحفاظ على توازن العلاقة، الذي يتطلب تنازلاً ضمن حد معقول دون استغناء الزوجة عن آرائها مع السعي لتحقيق التوافق بينها وبين الزوج ليتبادلا المحبة والاحترام. ومن المهم ألا تجعل الزوجة من الزوج كل عالمها، فهو ليس نصفها الآخر بل مكملاً لها، لذا عليها الاهتمام بأمور أخرى كرعاية الأبناء، وقضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء.

وبالطبع الاهتمام والحب في الحياة الزوجية ليس قاصراً على الزوجات تجاه أزواجهن، بل هو فرض أيضاً على الأزواج، فهي عملية متبادلة بينهما، فلنجعل من تفاصيلها رحيق من عسل ينساب برقة في عالم العلاقة الزوجية.

—–

ayesha.aljanahi@gmail.com

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1301 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.