الجمعة , 29 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: الزواج..إجبار أم اختيار؟

= 1696

 

Aisha Gonahy«ليتني عرفتها من سنين، حبيتها بس أخاف أخرب بيتي، أطلب الطلاق، أكون الزوجة الثانية».

عبارات مختلفة المعاني، لأزواج لم يشعروا بالسعادة الزوجية لأن علاقاتهم تفتقر النوعية المتميزة من المشاعر أو لأنهم يتمنون لو كان هذا الزوج أو الزوجة بصفات معينة، فيتوقف قطار الزوجية في بعض العلاقات أو يتغير مساره. يعتبر الزواج نقطة تحول مهمة في حياة الإنسان؛ لأنها مرحلة تنقل الإنسان من العزوبية إلى الشراكة الحقيقية مع إنسان آخر يعتبره شريك حياة.

ويختلف الناس في طريقة الوصول إلى هذه المرحلة، فمنهم من يسلك الطريقة التقليدية، حيث تتولى الأم هذه المهمة، ومنهم من يبحث بنفسه، وفي كلّ الأحوال تكون العلاقة الزوجية حظاً ونصيباً وقدراً.

مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى قد كتب كل شيء ومن بين ما هو مكتوب ومقدّر هو اختيار الزوجة، وبالتالي لا يتعارض النصيب والقدر في الزواج ومسألة اختيار الإنسان من جهة أخرى، فهو يستطيع البحث عن الزوجة الصالحة التي تتشارك معه في بعض الصفات..

وكذلك الحال مع المرأة التي تقبل أو ترفض شريك الحياة بين قائمة الرّجال الذين يتقدّمون لها، لذا لا يجدر بالرجل أو المرأة إلقاء العثرات وسوء الاختيار على النصيب؛ لأنه امتلك حرية الاختيار منذ البدء بمشيئة الله.

تجد بعض الأزواج يتزوج بامرأة ولو لم يحبها قلبه فقط ليرضي والدته فيعيش حياته وقلبه يعشق أخرى، وذلك لأنه لم يتم اختيار شريكة الحياة عن اقتناع شخصي، فتجده ينشغل مع الأبناء والأصدقاء والأقارب حتى تستمر هذه الحياة الزوجية. فكثير ما نسمع عبارة من بعض الأزواج »والله متحملنها عشان العيال«. وما ذنب هذه المرأة التي قبلت أن تشارك هذا الرجل حياتها لتكون أماً لأبنائه؟

ومع الأسف، في بعض الأحيان تُّجبر المرأة بالزواج بابن عمها الذي تربت معه، أو برجل طاعن في السن بحجة أنه غني وسيوفر لها الحياة الهانئة، وأخرى يتأخر زواجها لأنها لا تفكر في الزواج إلا من حبيب يهواه القلب، وهذا ما يجعلها تفشل في زواجها؛ لأنها كانت ترغب أن تعيش قصة حب بعيدة عن الواقع.

ذهبت إحدى الزوجات إلى والدها وقالت »لا أدري إن كنت على حق ولكنني لا أريده«، فسألها والدها »ما هو تعريفك للحب يا ابنتي؟« دارت عيناها في محجريهما وهي تفكر، ثم قالت »هيام، عشق، انسجام، تفاهم«، فرد والدها »الحب إذن عذاب وألم وحسرة، صحيح؟« 

فقالت »لا أدري«. فنبهها والدها وقال »استفيقي يا ابنتي، فالحياة الزوجية أرقى من المسلسلات الرومانسية والتركية، الحب يا ابنتي عطاء ومشاركة بين زوجين في السراء والضراء، الحب أخذ وعطاء«.

نحن بشر معرضون للخطأ فإن لم نغفر أخطاء المحبوب زالت المحبة، فلا ضير بتحمل بعض الأخطاء إن كان صاحبها مستعداً لمراجعة نفسه وإصلاحها مهما تراكمت، فهي كالملح قابلة للذوبان في بحر الحب العظيم.

————

ayesha.aljanahi@gmail.com

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 498 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

تعليق واحد

  1. ليه الإصرار دائما على عزل الحب عن بيت الزوجيه، واستحالة تحقيق ذلك لتعلقه بالخيال بينما الزواج واقع!! لن اتحدث عن الشعراء وقصص السابقين، يكفي حب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لزوجته خديجة رضي الله عنها وكذلك عائشة رضي الله عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.