حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
هذه واحدة من المشكلات الموجودة في كل عائلة مصرية تقريبا، وهي العنوسة، طبعا أهالينا زمان كانوا بيقولوا المثل الشائع "ضل راجل ولا ضل حيطة"..بس طبعا في رجاله حاليا ضل الحيطة أحسن منهم.. المهم خلينا في موضوعنا.. طبعا أنتوا عارفين إن ظاهره العنوسة إنتشرت بشكل فظيع في أغلبية الدول العربية وليس مصر فقط ..وأن في احصائية هولندية أعلنت إن عدد العوانس في مصر بلغ 8 ملايين.. يعني 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج.. وطبعا مع الأزمة الإقتصادية التي تعيشها مصر وفي ظل التوتر السياسي ممكن تزداد العنوسة إلي الضعف.
وطبعا دا رقم مش بسيط ولو نظرنا إلي باقي الدول العربية حنلاقي إن عدد العوانس في الجزائر 5 ملايين ويليها المغرب 4 ملايين عانس ثم تونس 2 مليون عانس وليبيا 300 ألف عانس وطبعا الأعداد المهولة دي زادت بسبب تغير البنية الإجتماعية وإرتفاع معدل الزواج والأزمة الإقتصادية التي تعيشها المنطقة.. وفي لبنان وصلت نسبة العوانس 15%وسوريا 70% وطبعا زيادة النسبة في سوريا سببها ظروف الحرب هناك لكن باستثناء فلسطين هي الدولة الوحيدة الذي يوجد بها إستثناء في الوطن العربي برغم من ظروف الإحتلال ولكن الفلسطنيين لديهم وجهة نظر لأنهم يعتبروا مؤسسة الزواج والإنجاب ضرورة لإثبات حق بقاء المواطن الفلسطيني علي الأرض.. أنا الصراحة حاسة وأنا بكتب الإحصائيه دي ولا كأني بذيع ماتش كوره هو إحنا وصلنا لكدا ازاي !
لكن السؤال ازاي زادت نسب العنوسة بالشكل المرعب دا في الوطن العربي.. أكيد من ضمن الأسباب الظروف الإقتصادية والسياسية التي تمر بها الدول العربية حاليا.. لكن احنا مش شايفين اننا علينا عامل كبير وطبعا انتوا عارفين الدور الرهيب الذي تفعله الاسرة المصرية بالعريس من غلاء المهور وخلافه.. وطبعا الأم المصرية لازم تفرض على العريس فرش اربع غرف أوخمسة كمان وشبكه غالية وخلافه.. والا ميتعملش معها.. كدا تبقي قللت من قيمة نفسها.. ودا طبعا تفكير معاق ومريض ولابد من ايجاد الدواء لكي نعالج افكارنا المعاقة.
لما كنت بشوف دايما في إتفاقات الزواج يتقدم العريس.. وأبو العروسة يقوله: يا ابني إحنا بنشتري راجل وفي الآخر تلاقيهم اختلفوا علي شوية فوط مثلا.. إحنا محتاجين نرجع أسس ديننا ونقف عندها شوية.. الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال: "إذا جأكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".. اظن الحديث واضح والمعنى المقصود وصل وطبعا.
إنتشار العنوسة بالشكل الرهيب دا خلي ظاهره اخرى انتشرت وهي ظاهرة "الزواج الثاني"..طبعا الجماعة بتوع مثني وثالث ورباع.. دا شرع ربنا مقدرش اتكلم فيه.. لكن له اسبابه اللي ربنا فرضها.. لكن في ناس حاليا بتقول عشان أقضي علي ظاهرة العنوسة لابد من أن اتزوج بثانية لكي أحمي بنات المسلمين.. وطبعا دي ظاهرة اخرى مخيفة واغلبية الستات بترفضها شكلا وموضوعا..
لكن هنا سؤالين نفسي اسألهم لكل ست في ظل ارتفاع نسبة العنوسة:
هل تقبلين أن يتزوج زوجك بامرأة ثانية؟
وهل يمكن ان تختاري له إحدي قريباتك أو صديقاتك لتكون زوجة ثانية له؟
والسؤال الموجه لكل أب: هل تقبل إن زوج إبنتك يتزوج عليها من زوجة ثانية للقضاء علي هذه الظاهرة؟
ياريت الكل يفكر شوية.. ونغير نظرتنا ومعتقداتنا القديمة للأمور.. ونفكر بالمنطق الديني اللي دعت إليه كل الأديان السماوية.. وهو أن تقييم الزوج والزوجة ليس بالماديات فقط.. ولكنه تقييم أخلاقي وروحي وفكري..وياريت كلنا نغير تعاملنا مع القشور.. وأن نتعلم الإهتمام بجوهر الموضوع وعدم التكلف في أمور الزواج لحماية مجتمعنا من خطر هذه الظواهر.. وخصوصا في ظل الظروف الإقتصادية التي يعاني منها الشباب.. عشان ميجيش علينا يوم وتنتشر ظاهرة الزواج الثاني بهذا الشكل المرعب.
————–
يوميات رفيعه هانم والسبع أفندي
