الخميس , 18 أبريل 2024

يارا الهادي تكتب: ‎”في أمان الله”

= 8290

‎أعلم، وتعلم أن هذه الأيام ثقيلة عليك لدرجة نتمني فيها لو أنك تركض بكل قوة فتتساقط منك كل اللحظات المؤلمة التي أثقلت روحك، وأنهكت نفسك في حمل الهموم وأتعبت قلبك في المضي بطرق لا نريدها وتحويل المسارات التي نحب لدورب موحشة …تعبنا ونود أن نهدأ للأبد .. ونتظر شعور السكينة ونجرب العيش دون صراعات، دون أن يحول بيننا وبين سعاداتنا.

‎أدركت بالفعل أنني استهلكت كليا، تكلمت، شرحت، بررت بما يكفي حتي نفدت طاقتي، فتوقفت واختارت عزلتي لكني لا أقصد تلك العزلة في حجرة، إنما أخوض حوارا حقيقيا مع العالم .. العزلة الداخلية أصلب، رغم ذلك لديك قدرة التجاوز والتأقلم على الأوضاع مهما زادت سوء، والاستمرارية رغم إنعدام الرغبة والشغف والطاقة ومواصلة السعي رغم كل المخاوف والشكوك … وقدرتنا على دعم الآخرين ومواساتهم رغم كل ما فينا من تعب وشكوى، أن نكون لطفاء مع الجميع رغم كل القسوة التي نعاني منها،الحمدلله على تحمل المعارك اليومية مهما اشتدت ضراوتها، كل الانجازات تثبت لنا أننا مازلنا بخير.

‎نحن حقا مدينون إلى الله بكل الشكر … الله لطيف بنا دائما لن يتخلى الله عنا حين تخلي الجميع .. الله اللطيف مد لنا يد لطفه حين انكسرت قلوبنا ..الله الودود الذى ود قلوبنا بجميل قرآنه حين ظن الاآخرون أنهم فاعلون ..لا بأس ألم يقل ربك (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا).

‎أنت لا تعرف معنى للخسارة أبدا عندما تكون مع الله .. ومن حولك يخاف الناس أن يخسروا أشياء فانية ليست لها أدني قيمة مع الغايات والآمال العالية الباقية وراء هذه الدنيا، مع الله لا خسارة ولا شتات ولا ضياع، فلا تدخل ربوع اليأس وحتي لو ظلت الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح دربا جديدا لك، كل شيىء بيده يقلبه كيف يشاء، وأنت في ظل رحمته.

‎ أنت لست في سباق مع أحد، ولن تنال شهادة شكر وتقدير لكونك تجاوزت سرعة غيرك فقط كل ما عليك اطمئن واستمتع بكل لحظة في حياتك .. سلامك الداخلي أغلى و أعظم شعور على الاطلاق.

‎المرء لا يصل غير بتوفيق الله ومعونته فنحن لاشيىء بدون الله وبدون توفيقه .. أنت تسعي، ثم ييسر لك الله طريقك بتوفيه وكرمه عليك فينير بصيرتك، وتجد أن كل أمورك ميسرة للصواب وتصل إلى ما تريد بكرم وعون الله.

‎أنت في حاجة إلى أن تتذكر الأرزاق المنسية، سكينة الروح، وصحة الجسد، دعوة الوالدين، وجود أخ، وضحكة طفل، صديق صالح، وصلاة في وقتها، وعين ترى، ولسان ينطق، ونوم مريح فقول الحمد لله دائما وأبدا.

‎في تلك اللحظة الأولى “أتخيل التي سأعيشها بعد تحقيق حلمي،أول صباح أقضيه في فرح عظيم .. فكل شيىء سيكون مختلفا تماما طعم الإفطار .. رائحه الصباح .. شكل ابتسامتي ..أتخيل أن الحياة ستكون غربية ومختلفة عن تلك التى كنت أعيشها يوميا .. طعم الفرح وأنني هزمت كل الهموم والأفكار السلبية وأخطاء الماضي كم أتمني أن أكمل العيش براحة وسلام”.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 2944 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.