الجمعة , 29 مارس 2024

يارا الهادي تكتب: توأم الروح..!

= 2873

أنا وأنت بالفعل نخوض صراعا كل يوم من أجل ألا تتحطم أحلامنا، نتجنب حقيقة أن الواقع بغيض وغاية في التعاسة، أحارب مخاوفي من المستقبل وفي صراع دائما مع الماضي.

كنت أنهض كل يوم دون رغبة في مغادرة فراشي، أرغب في الرحيل عن كل شئ.

لم أر في حياتي شيئا مفزعا أكثر من فكرة غياب توأم روحك واختفائه مرة واحدة، واستحالة عودته، لم أقصد ذلك الشخص الذي يقرر بكامل إرادته أن يتركك وسط الطريق، إنما ذلك الشخص الذي يعطيك حياته ووقته دون أن يفكر، فهو يحبك بالفطرة .. ذلك هو الصديق والحبيب والأب الذي يشكل لك جسر الأمان.

حين رحل ترك لي وجعا يكفيني العمر كله، كبرت بالعمر في لحظة.

وما يعزيني في غيابه أن أثره مازال صادقا بين الناس يمتد في كل ركن، كالطير الذي يرتفع في السماء ويزداد حضور اسمك رسوخا وشوقا دائما .. كم كنت صادقا وأصيلا وجميلا وطيب القلب والخلق يا أبي.. حقا جسدك رحل لكن ذكراك في قلوبنا أبد الزمان ..كنا دوما سويا كنت بالنسبة لي الصديق ورفيق وعدتني أن لا تترك يدي وبأنك ستظل هنا ويظل كتفك الملجأ الذي ألوذ به من صخب العالم …. وحتي أن تزاحمت الدنيا .. سنظل نأخذ بأيدي بعضنا .

كنت ملاذا آمنا لي، وكنت محظوظة بمثلك في حياتي .. أحن حقنا عليا من نفسي …. انت بطلا في رواية أكتبها بكل لهفة وأشتياق .. السطور فيها لاتنتهي .. وشخصية رئيسية في أحداث تقسو علي صاحبها … تصبر على شوك الصبار , وتتحمل مرارة الايام .. وليهبنا حلوة وجمالا من لسانك .. لتعلمنا من الدنيا ما لن تعلمه لنا الدنيا مهما حييت .. ضائعة بدونك في شوارع الصمت .. سرق الموت عزيزا علي غفلة .. فكل الفقد مر .. كل الفقد في قلبي لا يمر … أخذت من روحي ومن قلبي ومهما بكيت وحاولت لن تعود روحي كما كانت.

مرت عشرة سنين منذ رحيلك، وأنا كل يوم أحيي ذكرى وفاتك ، وفاتي الذي مر عليها ليست عشرة سنين بل أكثر من ذلك ..دون الحاجه لشهادة ..فالجميع يظنني على قيد الحياة ، بما أنا كذلك ، ولم يعد بامكاني أن أعيش هذه الحياة .. أنا هنا ، دون أهداف ولا أحلام ولا ذرة أمل فقط كثير من الحزن والخذلان ، انتظار لشئ لا أعلم ما هو لكنه بالتأكيد هو عودتك .. فأنا متأكد بأنك لن تعود.

لا أريد شيئا يا الله، إلا الأمان في داخلي، الأمان من الحزن والخذلان، والوحدة، والفراق، من العثرات التي استهلكت روحي، الأمان من الوقوع في العثرات، الأمان من الشعور بالاكتئاب، ومن نفسي، فنفسي هذه هي أكثر ما أخشاه.

يعلم الله عن تعبي، و حزني، والأشخاص الذي تمنيت استمرارهم معي للأبد وتخلو عني ،عن الكلمات القاسية التي حطمت قلبي ولم أخبر بها أحدا، عن الشعور بالخذلان من أشخاص ظننت أنهم سيكونون سندا لي، عن الأحلام التي تحطمت دون سبب، عن الطرق التي استهلكت طاقتي وتفكيري ولم نحصد الإ نهاية حزينة، يعلم عن مجهودي للتظاهر بأني على ما يرام، عن نيتي وصدق مشاعري وأفعالي حتي أن خانتني الكلمات وأتهمت بظنون سيئة، يعلم عني أني سأكون فخورة بكل الصعاب التي واجهتها بحياتي بكل لحظة خوف، انكسار، قلق.

شعور أكثر من رائع حين تتذكر أن من يهتم بأمرك، ويعلم عنك كل شئ وكل أمورك تجري تحت رعاية رب لطيف، ألطف بك من والديك ومن نفسك، لا يغفل عن تدبير أمرك ولو لطرفة عين، تذهب وتأتي، تنام وتستيقظ وأنت في رعاية الله، حاجاتك وأحلامك وكل شيء عند الله محفوظ.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6601 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.