قامت في جوف الليل، لتسدل على أحداث يومها ستائر الليل الثقيلة. ظنًا منها بأنها سوف تنجح في حجب الضوء عما يجول بخاطرها وهى تخطط لإخفاء آلامها.
إن كل ما مرت به كان سببًا في إضافة جرح جديد يضاف للعديد من الجراح التي نفذت بداخلها من قبل بعد أن تسللت، وحلقت بجناحيها حتى سكنت قمم الجبال.
كانت تحدث نفسها في كل مرة بأنها قد أصبحت داخل منطقة الأمان، وفجأة ترتعد، وهى تستمع لهذا الصوت القادم موجهًا حديثه إليها قائلاً: إلى متى، وإلى أين ستهربين؟!
تبكي ، وتختلط دموعها الطاهرة بكلماتها مبررةً: أنا لم أقصد هروبًا أبدًا ، لكني آثرت الصمت، وأردت السلام، وإذا بإعلان ميلاد فجر يوم جديد قد أتى ليفاجئها، وهى منشغلة في رحلة تتكرر يوميًا بداخلها ، وفي حوار دائر بين كلمات عقل ، ومشاعر قلب تستسلم لأحداث اليوم الجديد من قبل أن يبدأ!
تعد العدة لتكرار الرحلة. رحلة اللجوء لتلك الحلقة المفرغة مرة أخرى!
تتمتم بصوت خفيض مناجية ربها فمن سواه يعلم ماتمر به ، فالجميع لايرون منها سوى ابتسامتها التي تضيء وجهها كعادتها!