الجمعة , 26 أبريل 2024

وفاء أنور تكتب: ارفعوا رايات الحب والسلام

= 1100

لقد كنت شاهدًا عليها عندما مزقها الجميع حين امتصوا طاقتها، ونالوا من سلامها النفسي، كانوا يبرعون في كسرها، ترضيهم حيرتها، تسعدهم دموعها التي تختلط بنظرات الحزن في عينيها، دموع تشكو بها من غربتها داخل نفسها، لقد رأيتك هناك حين كانوا يسطرون لها خطًا مخضبًا بلون سواد قلوبهم، تركتهم يقطفون نجوم سمائها ويضيقون عليها براح عالمها لأجلك، ليتها ما تنازلت، وما فعلت.

كم عانت، وما باحت بما كانت تعانيه، كم صامت عن الحديث معهم حتى لاتقع كلمة من فمها فيتم تفسيرها تفسيرًا يظلمها ويدينها، كان صوتها الحبيس في صدرها يطربك، وعندما تحررت الآن من قيدهم البغيض ونددت بجرمهم الذي ارتكبوه في حقها، وقررت أن تبتعد عن خيالهم إن مر يومًا بقربها تعالت أصواتهم لتسأل عن هذا الذي حررها ونزع عنها قيدها.

كانت في الماضي ماكثةً خلف قضبان حقدهم ترى قلوبهم المتحجرة وهى تحاول تدميرها، وقبل أن تهوي في شباكهم المنصوبة نجاها رب السماء بحسن ظنها والآن قد عادوا يطلبون ودها ناسين الضرر الذي أحدثوه بها، كيف للأشجار أن تنسى من مد يده نحوها بسوء لنزعها أو قطعها.

لقد أقسمت هذه المرة إلا تصمت ثانية بل ستنادي وبأعلى صوتها: أنا لن أعود لماض غابر جمعني بهم، فكيف للأسير أن يمجد سجانه، وإن أقسم بأن هذه مهمته التي قد تم تكليفه بها.

ما أجمل أن تترك دعواتك بين يدي خالقك وأنت تعلم أن الحق عائد إليك، وبأن الدوائر ستدور على كل باغ مهما طالت الأعوام فدعوة المظلوم لا ترد سيستجيب الله لها كما وعد، لكي تتحقق وتقضي على كل ماأفسدته تلك القلوب القاسية.

لاتظلموا فتظلموا، لاتسيئوا فيساء إليكم، لا تقهروا كي لاتقهروا، ادرسوا فنون الحب، وارفعوا رايات السلام، إياكم واعتناق الكره فطريقكم إليه قد يبدو ممهدًا ورجوعكم عنه في الغالب لن يكون متاحًا لكم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 4375 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.