القاهرة – حياتي اليوم
قبل 50 عاماً، كان وجود فرع بنكي قريب من منزلك، أمراً هاماً يسهل عليك الحياة بشكل كبير، حيث تستطيع سحب الأموال وإيداعها، والحصول على قروض وفتح حسابات عائلية وتجارية، أما اليوم، فيعتبر وجود الفرع أمراً ثانوياً، حيث لا نحتاجه إلا للحصول على كشوفات حساب «مختومة» أو استشارات تمويلية، أو في حال حدوث أخطاء.
وكان لظهور جهاز الصرف الآلي «إيه تي إم» الفضل الأكبر في تقلص أهمية الفروع، خصوصاً مع إضافة خصائص جديدة إليه، مثل إيداع الأموال وتسييل الشيكات وإيداعها، ولم يعد ينقص سوى إضافة إمكانية الحصول على قروض، لتكتمل قدرة هذا الجهاز على الهيمنة على تعاملاتنا البنكية الاعتيادية.
ويعتقد ديفيد شراير، الخبير في تقنية «فين تيك» والأستاذ المحاضر في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، أن البنوك في شكلها التقليدي الحالي، ستختفي من الوجود أو بشكل خاص «ستنقرض»، بحلول عام 2050، حيث إن الهواتف الذكية والقفزة التكنولوجية الهائلة التي شهدتها التعاملات المصرفية، بظهور «فين تيك» و«البلوك تشين»، ساهم في الحد الكبير من دور الفروع البنكية في حياة الإنسان.
ويعد الجانب الإيجابي في أتمتة القطاع البنكي، بحسب ديفيد شراير، سيكون في تقليص حجم المعاملات المشبوهة وعمليات النصب والاحتيال، في حين أن الجانب السلبي سيكون في خسارة الملايين من الناس وظائفهم نتيجة ميكنة الأعمال المصرفية.