حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
تراجع الحريات في العصر الحالي أمر يحتاج إلي وقفة من الدولة. فهو في غير صالحها.
فالإفراج عن رسام الكاريكاتير إسلام جاويش لا يغلق الملف الذي سيظل مفتوحا إلي أن تصدر بشأنه إجراءات صارمة من الدولة.
وإذا كنا ندعو الشباب الي أن يمارس العمل السياسي في العلن فلماذا يتم إرهابه وتوصيل رسالة لكل من يفكر في الإعلان عن رأيه المعارض مفادها أن هناك من يترصده وقد يتم احتجازه في أية لحظة إذا تجاوز خطوطا حمراء ربما لا يعرفها.
قضية رسام الكاريكاتير إسلام جاويش تلقي بالضوء الأحمر علي التعامل مع المبدعين خاصة من ينتمي منهم إلي صفوف المعارضة التي تحتاجها النظم الديمقراطية كما تحتاج إلي المؤيدين.
الشعب يحتاج الي ان يشعر بأن الجهاز الشرطي ليس خارج سلطة النظام ،وان تناول أي فرد منه بالنقد لا يوقعه تحت طائلة العقاب الذي يتم خارج سياق القانون. فالمفترض اننا في دولة قانون وانه الحكم بين الشعب والسلطة التنفيذية.
وإذا كان المطلوب من هذه الممارسات توصيل رسالة للمبدعين بتوخي الحذر فإن ما يصل حقا رسالة أخري وهي ضيق صدر النظام وعدم قدرته علي تحمل المعارضة.
أما مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسي في برنامج القاهرة اليوم فتعكس نية صادقة من الرئيس في احتواء الشباب والتواصل معهم، وبقدر ما اعجبني تأكيد الرئيس علي انه لا يغضب من أحد، بقدر ما تمنيت ان يؤكد أيضا أن القانون هو أسلوب النظام في التعامل مع الجميع بمن فيهم المعارضون، وانه لن يسمح بأي تجاوز من الأجهزة التنفيذية تجاه أي مواطن أيا كان انتماؤه.
انتظر لقاء الرئيس مع الشباب، ممثليهم في الجامعات والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكافة التيارات السياسية. ليستمع إليهم ويشرح لهم حتي لا تترك الأمور للاستنتاج خاصة مع الممارسات الأخيرة من جهاز الشرطة تجاه بعضهم.
مطلوب معرفة وتوضيح حجم الحرية المتاحة حتي لا يصطدم الشباب بحائط غير مرئي من التعسف. وان تقترن الأقوال بالأفعال لنري إجراءات حقيقية علي الأرض تؤكد سعة صدر النظام أمام ممارسات الشباب. وتهدف أيضا الي احتوائهم حتي لا يتعلموا كبت أفكارهم فنخلق بيئة خصبة لنمو الإرهاب.
ولتدرك الأجهزة الأمنية ان الشعب شريك متعاون يعمل معها كجبهة واحدة لمكافحة الإرهاب ولا يعمل في مواجهتهم، وان تأكيد ذلك يتوقف علي أسلوبها في التعامل معه.
————
Mona.alazab12@gmail.com
