الإثنين , 29 أبريل 2024

مجلة “آماد” الثقافية العمانية تدشن عددها الورقي الأول بمعرض القاهرة للكتاب..وتقيم ندوة الاغتراب الثقافي

= 1727

—–

كتب – مجدي الشاذلي

احتفلت مجلة “آماد” الثقافية العمانية مساء أمس الاثنين بتدشين عددها الورقي الأول، بجناح إتحاد الناشرين المصريين، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقالت الدكتورة أمل بنت سعيد الشنفري رئيس مجلس إدارة مجلة “آماد” الثقافية، في كلمتها للندوة التي أقيمت بالتزامن مع الاحتفال أن الدول العربية لم تعد بحاجة للسلاح والعتاد بقدر احتياجها للتسلح بالعلم والثقافة والتحصن بالفكر الناضج المعتدل المستمد من حضارة هذه الأمة لمواجهة موجات التطرف والارهاب التي تضرب بلادنا العربية الآن.

وأكد المشاركون في ندوة “الاغتراب الثقافي لدى الشباب العربي وفقدان الهوية” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على أن الثقافة هي العنصر الأساسي في إزالة الاغتراب، وأن الثقافة عندما تزول يتحول الإنسان إلى كائن بلا هوية، مطالبين بضرورة توحيد الجبهة الداخلية للوطن العربي من خلال ثقافة قومية واحدة تمنع الاغتراب الثقافي لدى شباب الأمة العربية.

وأوضح الناقد المصري الكبير الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد الأدبي ومقرر لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر، أن ثقافة العولمة كان من أهدافها إنشاء قرية كونية ذات نمط واحد، وهي فكرة كان المقصود منها تفتيت المقاومة وسهولة إبتلاع المناطق المعنية في العالم، مشيرا إلى أن هذه الثقافة ليست غريبة على الثقافة الغربية أيضا والتي تشكو هي الأخرى من “أمركة الثقافة”، وبخاصة أن النمط الثقافي الأمريكي الشعبي ليس نمطا راقيا، فالثقافة الأمريكية لديها أنماط راقية لا تصدرها لنا، ولديها أنماط شعبية تصدرها للعالم، حتى أن الكنديين كانوا يشتكون من أن الطفل الكندي لم يعد يعرف إن كان كنديا أو أمريكيا..بينما تمسكت ثقافات أخرى مثل الكورية واليابانية والصينية بلغتها، وأدركت هذه المجتمعات أن رصيدها الأساسي الذي لا يمكن التضحية به هو الثقافة واللغة والعادات والتقاليد، فتمسكت بأعمدة الهوية، وتحالفت سياسيا وعسكريا مع القوى الكبرى مع محافظتها على هويتها..بينما نحن العرب فرطنا في الكثير من جوانب الهوية التي تجعل الطفل أو الشاب يتمسك بهويته، وفي مقدمتها اللغة، ولم نفهم البعد الخطير جدا لأن تكون لأمة ما لغة تشكل الطفولة والنشأة.

وأشارت الدكتورة رانيا يحيى الأستادة بأكاديمية الفنون وعضو المجلس القومي للمرأة، أن تأصيل الهوية فى نفوس شبابنا يتطلب غرس قيم ومبادئ الوطنية والولاء للوطن بشكل عام فى الأطفال والشباب، وإحياء التراث الشعبى بموروثاته الثقافية والتركيز على المراحل العمرية للشباب فى البيئات المختلفة، مع تنشيط دور قصور الثقافة والبيوت الثقافية فى المحافظات النائية والقرى والنجوع، والعمل على تشجيع الأطفال والشباب على الفن والفكر والإبداع بالمسابقات الفنية والثقافية وتقديم الدعم المالى ومساندة ظهور تلك الإبداعات من خلال وسائل الإعلام المختلفة مما يثير حافز الشباب تجاه الأنشطة الفنية والفكرية. إلى جانب الاستعانة بالفنانين ورموز المجتمع والكوادر الفنية المتميزة فى قوافل لتنشيط أفكار شباب المجتمع، وتوعية الشباب بالمخاطر الأمنية التى نواجهها فى المنطقة ومطالبتهم بتقديم مقترحاتهم للمشاركة فى الإرادة السياسية من خلال الفن والإبداع مما يشعرهم بالمسئولية الوطنية تجاه بلدهم فى حربها ضد الإرهاب.

ومن جانبها قالت الدكتورة علا المفتي مدرس أدب وثقافة الطفل بكلية البنات جامعة عين شمس، أن الطفل العربي تشرب ثقافات، تختلف كلية عن ثقافة مجتمعه، فنجده يتحدث بلغة مختلفه، ويتبنى عادات مغايرة لبيئته، فيصبح غريبا في مجتمعه، شاعرا بالوحدة منطويا. مبينة أن الحل يكمن في التربية، بدءا من الأسرة، ومرورا بكل مؤسسات المجتمع. من خلال تربية النظرة الناقدة لأطفالنا، وغرس الانتماء في نفوسهم، عن طريق الاهتمام بالتعليم، وخاصة في مجالات علوم اللغة والدين والتاريخ. وتنميتهم ثقافيا، وتشجيع زياراتهم لمعالم بلدهم المختلفة، من آثار ومتاحف وأماكن تاريخية. والاهتمام بمشاركتهم، في الأعياد القومية، والوطنية والدينية. والاهتمام بكل ما يقدم لهم، عبر وسائل الإعلام. وإنتاج مواد إعلامية للطفل، نابعة من ثقافة مجتمعه.

وطالبت الإعلامية الدكتورة نسرين مصطفى، بإيجاد إستراتيجية إعلامية عربية معلنة وموحدة تشرف عليها جامعة الدول العربية، لتوفير فرص الحوار ولتنمية الهوية والثقافة لدى الشباب، وإيجاد صيغة لخطاب إعلامي عربي عصري يواكب التطور الذى يشهده العالم لترسيخ القدرة على نشر الثقافة العربية وترسيخ الهوية فى نفوس الشباب ووجدانهم، بل ونقل الثقافة العربية وترجمتها للغرب وتقديم إعلام يتفاعل مع الشباب ومشكلاته، إعلام هادف وملتزم ومسؤول ينبع من قيم وتقاليد وعادات وهوية المجتمع، إعلام عربي الهوية وعربي القيم وعربي الرسالة وعربي الهدف، يستطيع التعامل مع حروب الجيل الرابع التى تتركز اسلحتها فى التلاعب بالعقول مستخدمة السوشيال ميديا كأداة لتدمير الشباب العربي.

شاهد أيضاً

تدعم فلسطين: احتجاجات الجامعات الأمريكية تعمق الانقسامات بين الديمقراطيين

عدد المشاهدات = 526 بعد نحو سبعة أشهر من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.