الجمعة , 29 مارس 2024
الأزمات تتفاقم في سريلانكا

كيف أفلست دولة سريلانكا ووصلت الى مرحلة الإنهيار الكامل؟

= 4257

أعلنت دولة سريلانكا في إبريل الماضي أنها ستتخلف عن سداد ديونها الخارجية، مفيدة بأنها تنتظر إتمام خطة إنقاذ مع جانب صندوق النقد الدولي، في وقت تواجه البلاد أسوأ ركود منذ 1948.

ووفقاً لفوربس بلغ إجمالي ديون سريلانكا الخارجية 51 مليار دولار، منها 35 مليار دولار ديونًا سيادية حسبما تشير بيانات المركزي السريلانكي.

ولأول مرة منذ استقلالها عام 1948، لم تستطع سريلانكا دفع خدمة الدين التي شملت ديونًا مستحقة قدرها 7 مليارات دولار في 2022، من ضمنها خدمة ديون بنحو 42 مليون دولار استحقت في 18 أبريل الماضي، و200 مليون دولار في مايو، وأخرى تقدر بمليار دولار يأتي موعد استحقاقها في 25 يوليو 2022.

وقد اقترضت الحكومة السريلانكية الكم الأكبر من ديونها، من أسواق المال (47%)، يليها بنك التنمية الآسيوي بنسبة 13% من إجمالي الديون.

جاءت الصين بوصفها ثالث أكبر مقرض لسريلانكا، بإجمالي 10% أو ما قيمته 3.38 مليار دولار، تليها اليابان بنسبة مماثلة قيمتها 3.36 مليار دولار، ثم البنك الدولي 3.2 مليار دولار، في حين كانت للهند النسبة الأقل من الديون المتوجبة على سريلانكا، بنسبة 2% فقط، أو ما قيمته 859 مليون دولار.

و يبلغ إجمالي سكان سريلانكا 22 مليون نسمة، 80% منهم لم يعد باستطاعتهم تأمين تكاليف الطعام بحسب الأمم المتحدة، وقد تراجعت قيمة الروبية السريلانكية بنحو 37%، من 199 مقابل الدولار الواحد في 15 يوليو 2021، إلى 350 للدولار الواحد بتاريخ 15 يوليو 2022.
وتبلغ نسبة الإيرادات الضريبية إلى الناتج المحلي الإجمالي أقل من 12%، بينما يبلغ الحد الأدنى للأجور شهريًا في سريلانكا 12500 روبية سريلانكية (34.7 دولار).

أدت المخاطر المالية والخارجية المتزايدة إلى سلسلة من التخفيضات في التصنيف الائتماني السيادي للبلاد، وانخفضت احتياطيات البنك المركزي إلى مستويات منخفضة للغاية حيث وصلت الى أقل من 50 مليون دولار.

وتراجع مخزون الوقود ليكفي بالحد الأقصى لأسبوع، ليتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، وتم منع السيارات الخاصة من تعبئة الوقود من المحطات، واصبح حصراً للنقل العام.

وسعت سريلانكا إلى أن تصبح أول دولة تتبنى الزراعة العضوية بالكامل، عبر حظر استيراد جميع أنواع السماد الزراعي والمبيدات، علمًا بأن 30% من سكانها يعملون في القطاع الزراعي.

لكن قرارها هذا، شكل الشرارة الكبرى للتظاهرات التي أطاحت برئيس البلاد جوتابايا راجاباكسا، في التاسع من يوليو الجاري، حسبما أشار الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر الأميركية لدراسات أسواق المال.

وأشار الخبير، أن الدولة أخفقت في تطبيق برنامج إصلاحي فاعل، على الرغم من المحاولات، فقد أخفقت بسبب الفساد المالي، ومنها مطار أنشئ بأفضل المعايير، لكنه أصبح ملجأً للفيلة في يومنا هذا نسبة لحركة الطائرات شبه المعدومة فيه”.

بالاضافة الى أن البلاد أخفقت كذلك في إيجاد حل ملائم للمزارعين، خصوصا بعد توجهها العام الماضي لتغطية خسائر 1.5 مليون مزارع، وطبعها 40 مليار روبية سريلانكية دون تغطية، وهو أمر أسهم بشكل كبير في رفع معدلات التضخم نحو مستويات قياسية دون أن يفيد المزارعين ، وهو ما زاد من ضعف سريلانكا من التباطؤ الحاد في نمو الصادرات (الشاي والأرزّ على وجه الخصوص) منذ عام 2000، قبل الانهيار في التجارة العالمية بوقت طويل.

وبجانب الزراعة التي يشكل فيها الشاي والأرز أهم منتجين، تعتمد سريلانكا على مصدرين أساسيين لإدخال العملات الصعبة إلى اقتصادها، هما السياحة، وتحويلات عمالها المغتربين.

بالاضافة الى كل ذلك أدى الصراع الاجتماعي في البلاد الذي تمثل بحدوث 8 تفجيرات ضربت مناطق سياحية في سريلانكا، (قبل انتشار فيروس كورونا) إلى ضرب العائدات السياحية، ومفاقمة الأزمة الاقتصادية.

ثم جاء بعد ذلك الإغلاق الذي فرضه انتشار فيرس كورونا على اقتصادات العالم، الذي كانت تداعياته قاسية للغاية على الدول النامية.

وتسلسل انخفاض الاحتياطي بالعملات الأجنبية لدى البنك المركزي السريلانكي، من 7.6 مليار دولار نهاية 2019، إلى 5.7 مليار دولار نهاية 2020، و3.1 مليار دولار نهاية 2021، وصولًا إلى احتياطي لا يتجاوز 50 مليون دولار فقط، اليوم.

وقد حكمت سريلانكا نفسها على امتداد ألفي سنة ، ثم احتلت أجزاء منها من البرتغال وهولندا في بداية القرن 16، قبل أن تسيطر الإمبراطورية البريطانية على البلد بكامله في 1815، وبعد استقلالها دخلت في حروب أهلية، كان آخرها مع نمور التاميل المتشددين، الذين قُضِيَ عليهم من قبل الرئيس الأخير، جوتابايا راجاباكسا.

المصدر: المصري اليوم

شاهد أيضاً

فى أسبوع …إسرائيل تقتل أكثر من 100 من العاملين فى تقديم المساعدات بغزة

عدد المشاهدات = 10089 أعلن مكتب الإعلام الحكومى في غزة، الأربعاء، أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.