الجمعة , 29 مارس 2024

قراءة في كتاب: “قمري وشمسي”… طرق استيعاب علاقات “الأبناء” الغرامية

= 1562

كتبت: مي الشاذلي

الكتاب: قمري وشمسي
المؤلفة: هناي الشالجي
عدد الصفحات: 118 قطع متوسط
الناشر: قهوة للنشر

يتطرق هذا الكتاب إلى مواقف الأمهات وردود أفعالهن تجاه تساؤلات أبنائهن في مرحلة الطفولة، حيث ينقسمن إلى فريقين، الأول: ردود أفعالهن مثالية وبها تقبل وحكمة وفي الوقت ذاته يوصلن للطفل المعنى الصحيح دون تعنيف أو ترك أثر سئ نتيجة لتساؤلاته.

الفريق الآخر من الأمهات يرون أن الأطفال لا يجب عليهم أن يسألوا مثل هذه الأسئلة التي تتمثل في: عندما تسأل البنت ما الفرق البدني بين الولد والبنت، فمن الممكن استثمار مثل هذه الأسئلة لتعليمها كيفية الحفاظ على نفسها وكيفية التعامل مع الآخرين، وأنها يجب أن تخبر والديها في حالة إذا بدر تصرف خطأ من أي طرف خارج المنزل، لأنها مازالت لا تعرف الفرق بين الصواب والخطأ، والتوعية والتعليم هنا دور الأبوين حتما.

أما في مرحلة الشباب فإن التوعية على المعنى السليم السوي للمشاعر الإنسانية هي من الأمور المسكوت عنها كليا، ظنا من الكبار أن سكوتهم سيمنع حدوث هذه المشاعر ولكن الذي يغفلون عنه أنهم بهذه الطريقة لم يمنعوا حدوث أي شئ، وموقفهم يؤثر سلبا ويسير الشاب أو الفتاة في هذه الفترة من حياته دون توعية سوية كي يفهموا حقيقة هذه المشاعر الإنسانية، وعدم قدرتهم على تشكيل علاقات سوية أو أسرة ناجحة.

أول أساس تقوم عليه كل العلاقات الإنسانية سواء كانت حب أو عمل أو دراسة هو الاحترام. بذلك فالاحترام هو عامل رئيسي بين كل العلاقات الإيجابية التي تستمر مستقرة بصورة سوية خالية من المشاكل النفسية. إذ يجب احترام الإنسان لذاته ثم للطرف الآخر ثم المجتمع وضوابطه.

وتتمحور الشخصية السوية للإنسان حول الرضا عن الذات والإيجابية، ويجب على الوالدين إيلاء الأهمية والعناية إلى اللبنة الأساسية التي يتكون منها أبناؤهم حيث أن كل بناء يبدأ من الأساس، وكل ما يعبر عن الإنسان يبدأ من الداخل.

على سبيل المثال عندما تكون الفتاة قد تعلمت من والديها مبادئ احترام الذات وعوملت بشكل متوازن بعيدا عن القسوة والعنف، فإن احترامها لذاتها سيجعل منها إنسانة سوية، حينها لن تتقبل رجلا يقلل من احترامها أو يتلاعب بمشاعرها. احترامها لذاتها سيجعلها قوية لن ترضى بالانكسار أمام أي رجل.

أما بالنسبة لاحترام الآخر، فالاحترام السائد بين الناس يدل على رقي المجتمع. أهم فائدة من احترام الآخرين هو أن ما تحمله من مشاعر إيجابية تجاه من حولك سيكون أثره إيجابيا عليك أنت أولا قبل غيرك، ويجعل نفسيتك راضية مرتاحة، وسوف يخلصك بالتالي من الكثير من الاضطرابات النفسية.

عندما تتكون العلاقة من روابط محبة مع الحبيب فهذا يحتم أن يكون احترامكما لبعضكما البعض على درجة عالية لضمان نجاح واستمرار هذه العلاقة. عندما نفترض عدم نجاحها لأي سبب كان فالاحترام سيجعل هذا الانسحاب يتم دون إيذاء وتجريح للطرف الآخر. فالاحترام لا يقبل النقطة الوسط، إما موجود أو غير موجود.

وبالنسبة للكذب في أى علاقة فهو مرفوض تماما ويجب على الطرفين أن يحددا من البداية شكل العلاقة التي تجمعهما لأن لكل علاقة ضوابطها التي لا يجب على أطراف العلاقة تجاوزها. أما إذا كان الكذب بحجة أنه (لا يريد خسارتك)، فهذا دليل على عدم اهتمام الكاذب بالعلاقة. حيث أن الطبيعي أن يكون كلاهما واضحا أمام شريكه حتى تستمر العلاقة دون تلاعب وبوضوح واحترام.

دليل آخر على الاحترام هو عدم التلاعب بالمشاعر. حيث إذا حاول أحد الطرفين استفزاز إحساس الغيرة لدى الحبيب كورقة ضغط على المحب لتنفيذ أمر ما، فإن حبيبا مثل هذا يجب ألا يتردد المحب في إقصائه من حياته في الحال. لأن هذه تعد شخصية نرجسية تستمتع بالتلاعب بمشاعر الآخرين.

مستوى الحوار يجب ألا يكون مقتصرا على إلقاء اللوم على الآخر دائما ويرفض مناقشة المواضيع المهمة ويكون متجاهلا آلام الآخر، فيجب هنا حفظ الشخص لنفسه ويبتعد تقديرا لذاته من تجاوزات هذا الشخص الذي لا يهتم بمشاعره.

احترام السمعة الشخصية وسمعة الأهل من أهم عوامل نجاح الحياة عموما ونجاح العلاقات. بعض الشباب يرى أن مسؤولية الحفاظ على سمعته ما هي إلا تقييدا بمشاعره العاطفية ويرون أنها تشكل ضغوطا لا مبرر لها. ولكن في حقيقة الأمر لم توضع المحرمات والضوابط إلا للحفاظ على حياتنا ومشاعرنا لتظل سليمة طاهرة من الأذى وتحمينا من الأزمات العاطفية، وذلك يؤدي إلى بدايات قوية سوية وثابتة مع الشريك الحقيقي الذي سيستمر الارتباط به وتكوين أسرة سوية ثابتة وناجحة.

لذلك يجب توجيه الشباب من الطفولة وغرس المبادئ والأخلاق الطيبة السليمة وعند الوصول لمرحلة الشباب يأتي دور النصح والتأكيد على المبادئ لتكوين إنسان خلوق سوي للمجتمع.

العلاقات السوية الصحية لا تقوم على الضعف والعذاب كما تعودنا على سماع أن الحب نقطة ضعف والحب أعمى والحب عذاب وغيره.
حيث الحب السليم يجب أن يكون:
– صحي وخالٍ من التضحيات التي ليس لها معنى.
– ألا يكون الحب من طرف واحد.
– ألا يكون حب مليئا بالعثرات والأخطاء، ومن ثم يقوم الطرف الآخر بتقديم (الفرصة الثانية) دوما.
– ألا يكون الحب مرضيا ويصبر أحد الطرفين على جرح كرامته وكبريائه، قال تعالى “ولقد كرمنا بني آدم”.
– لا يجب المجاملة على حساب نفسك حيث أنك إن لم تكن مرتاحا تماما في هذه العلاقة فلا تستمر بها على الإطلاق.

العطاء من أجمل لغات التعبير عن الحب ولكن يجب علينا الانتباه أن يكون ميزان العطاء معتدلا، فلا تُعطِ على حساب نفسك وفي نفس الوقت لا تكن بخيلا في مشاعرك وتصرفاتك. حيث أن بعض علماء الطاقة أقروا قانون (كثرة العطاء تجذب إلى حياتك المستغلين فقط).

بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي تعد من إحدى وسائل التعارف المنتشرة حاليا، ولكن المشكلة الكبرى في تكوين الصداقات ومن ثم العلاقات العاطفية بين الشاب والفتاة. حيث أن هذا ممنوع تماما لما ينتج عنه من صدمات وعدم توافق يكتشفونه فيما بعد. وأيضا لأن وسائل التواصل الاجتماعي موجودة لتقوية العلاقات الموجودة بالفعل وليس لإيجاد علاقات جديدة. واختيار الشريك يجب أن يكون مبنيا على وقائع ملموسة وإعجاب حقيقي وليس على الواقع الافتراضي.

في بعض الحالات التالية يجب الرحيل في الحال مثل:
عندما يجرح الطرف الآخر عطاءك ببرود ودون اكتراث.
عندما ينظر لما تقدمه بنظرة استخفاف لمجرد معرفته أنك شخص معطاء.
عندما يتعامل مع طيبتك على أنها نقطة ضعفك.
عندما ينظر لغيرك نظرة تتمناها منه.
عندما لا يحترمك ويقصد استفزاز غيرتك.
عندما لا يحترم مواعيده معك.
عندما يجرح مشاعرك في وقت غضبه ولا يفكر في مساندتك في وقت ضعفك.
عندما يكون مريضا بالشك والغيرة.
عندما لا يتواصل معك تحت مسمى الانشغال.

توقف على الفور عن الاستمرار في أي علاقة بها ما سبق ذكره ولا تنتظر أن يتغير الطرف الآخر لأن هذه طباع ولا تتغير وسرعان ما سيعود مرة أخرى. وتطلع لمستقبل مع شريك متوازن يهبك السعادة التي يستحقها كل إنسان.

بعد فشل أي علاقة فمن المؤكد أن يكون الطرف المهجور يشعر بالألم، ولكن يجب عليه أن يتخطاها وبسرعة. ويجب على الإنسان ألا يفرط في حق نفسه ويحمل ذنب فشل العلاقة ويفسره على أنه انسان فاشل. بل فشل هذه العلاقة يعني أن إمكانية انسجام الطرفين مستحيلة وليس أن العلاقة فاشلة.

مشاعر الفتاة كثيرا ما تظهر بالضعف والخوف على أن تفقد شريكها ولكن هذا أكبر خطأ ترتكبه في حق نفسها لأنها أيضا غالية ويجب ألا تتنازل ولا تقبل التهديد ولا القهر تحت ضغط من شريكها أنه سيتركها. ولا يجب عليها استخدام التعبيرات التي تقولها أغلب الفتيات وهي (سأموت بدونك) (كيف سأعيش حياتي إذا بعدنا عن بعضنا البعض) وغيره.. لأنكِ ستظهرين أمامه بشكل ضعيف وسيمل من هذه الكلمات حيث أنه في البداية أحبكِ لأنك قوية وذات شخصية مستقلة لذلك يجب أن تكوني هكذا دائما.

يقدم الكتاب بعض القواعد الأساسية للشاب والفتاة للاختيار الصحيح من البداية حتى لا يدخلان في علاقة ثم يكتشفان بعد ذلك أنهما غير مناسبين لبعضهما البعض. وفي النهاية هناك بعض النصائح للزوجة، وفي ختام الكتاب تقدم المؤلفة بعض من الخواطر القصيرة المتنوعة.

شاهد أيضاً

الشاعرة سحر سلمان تكتب: أنا امرأة..عفوية!

عدد المشاهدات = 779 بمناسبة يوم المرأة العالمي.. أنا امرأة عفوية.. أحب البساطة فى كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.