الجمعة , 19 أبريل 2024

فيروز نبيل تكتب: وللكورونا وجوه عديدة..!

= 6157

أظهرت أزمة كورونا كمية تناقضات بين البشر لا حصر لها فعلى سبيل المثال وجدنا بعض الأبناء يرفضون استلام جثامين آبائهم أو أمهاتهم المتوفين بسبب كورونا وعلى الجانب الآخر ابن يُصر على حمل أمه المصابه بكورونا وتوصيلها الى غرفتها بالمستشفى وحفيد يُعطي جدته المصابة بكورونا قبله الحياه فى محاوله منه لإنقاذها من الموت دون ان يخشى من اصابته بهذا الفيروس اللعين.

ومن المواقف القاسية التى نُشرت منذ عام أو أكثر على وسائل التواصل الإجتماعي مقطع الفيديو الذى قامت بنشره مؤخرا السيدة الفاضلة الدكتورة عبلة الكحلاوي – رحمة الله عليها – وهى كانت مالكة لدار الباقيات الصالحات لرعاية المسنين وذكرت من خلاله انها ناشدت أبناء بعض النزلاء لكي يستلموا أبائهم وامهاتهم بعد انتشار العدوى بفيروس كورونا داخل الدار ولكنهم رفضوا استلامهم للأسف وكان ردهم كالتالي اعتبريهم مصابين بكورونا، الحقيقه منتهى القسوة والجبروت للأسف ولكننا وجدنا على الجانب الأخر شباب ومؤسسات وشخصيات عامه تتواصل مع دكتورة عبلة الكحلاوى فى هذا التوقيت لرعاية المصابين بالدار وتوفير كافة احتياجاتهم.

وجدنا بعض الجيران يحاصرون جيرانهم المصابين بكورونا ويطالبوهم بالرحيل خوفا من انتقال العدوى لهم ولم يكتفوا بذلك بل قطعوا عنهم المياه والكهرباء ومنعوا اى دليفري ان يقوم بإيصال الطعام والدواء اليهم.

وعلى الجانب الآخر وجدنا جيران يقوموا بدعم جيرانهم المصابين وتحضير الوجبات الصحية والفاكهة لهم مع كتابة عبارات إيجابية لدعمهم مثل لا تخافوا نحنُ بجانبكم ولن نتخلى عنكم وسوف نستمر بدعمكم حتى شفائكم، وغيرها من عبارات الدعم النفسي والمعنوي التى يحتاجها المريض حتى يتعافى فكما نعلم جميعا ان الحالة النفسية الجيده للمريض هى العامل الأساسي فى تقوية جهاز المناعه والمساعده فى الشفاء من اى مرض يتعرض له الإنسان.

وجدنا ايضا مشاهد اخرى لبعض جيران لأطباء وممرضات يقوموا بالإبتعاد عنهم وعدم التعامل معهم تخوفا من نقل العدوى لهم وعلى الجانب الأخر جيران يستقبلونهم بالتحيه والتصفيق ويقفون لهم اجلالا واحتراما تقديرا للدور الذي يقومون به فى انقاذ المصابين.

وجدنا البعض يتجمهرون فى احدى القرى لمنع دفن جثمان احدى الطبيبات التى توفاها الله وهى تحارب هذا الفيروس اللعين وتقوم بعلاج المصابين ووجدنا على الجانب الأخر البعض يتبرع بتغسيل وتكفيين مصابي كورونا والبعض الأخر يتبرع بمدافن عائلته لدفن جثامين شهداء كورونا
وجدنا بعض الصيادلة والتجار الذين تاجروا وتربحوا من هذه الكارثة وقاموا بتخزين المطهرات والكمامات وغيرها من السلع والأغذية المهمة المطلوبة لعلاج هذا الفيروس ورفعوا الأسعار بشكل مبالغ فيه لكي يجنوا الملايين على حساب ارواح واجساد البشر ولكننا وجدنا ايضا العكس تماما من بعض الصيادلة والتجار المحترمين الذين التزموا بالأسعار المقررة وايضا بطريقة التوزيع العادله بين المستخدمين حتى يستطيعوا افادة اكبر عدد ممكن من المستخدمين.

وجدنا أيضا بعض البشر يقوموا بشراء كميات كبيرة من الدواء والفيتامينات المستخدمه فى علاج كورونا وتخزينها بمنازلهم كنوع من التأمين لهم فى حال اصابتهم بالفيروس مما تسبب فى عجز كبير فى رصيد هذه الأدوية وبالتالي تسببوا فى عدم وصولها للمصابين الفعليين، وعلى الجانب الأخر وجدنا البعض يتكفل بتوفير الأدوية وشرائها وتوصيلها للمرضى الفقراء.

وجدنا بعض المصابين بكورونا يتعمدوا الإختلاط بغيرهم وعدم إخطار غيرهم بمرضهم وعلى العكس تماما وجدنا بعض المصابين يقوموا بعزل نفسهم ويبتعدوا عن جميع معارفهم واصدقائهم فور علمهم بإصابتهم بل يقوموا بإبلاغ كل من تعاملوا معهم قبل علمهم باصابتهم لكي يطمأنوا على أنفسهم وعلى كل من خالطوهم.

الخلاصة مما سبق أن كورونا أظهرت اسوأ ما فينا ولكنها ايضا اظهرت اجمل ما فينا فالبعص ظهر مدى القبح والأنانية والقسوة بداخله والبعض الآخر ظهر مدى الإيثار والرحمة والخير بداخله.

فى الحقيقة.. من لم تٌغيره ازمة كورونا فى اعتقادي انه لن يتغير ابدا بمعنى انه مفقود فيه الأمل او حالة مستعصية بلغة الطب فهذا الوباء هو اقوى اختبار من الله عز وجل للبشرية ومن لم يستوعب الدرس ويجتاز هذا الإختبار بنجاح فقد خسر دنياه وأخراه ومن عَدل مساره واستوعب حكمة الله من هذا الوباء فقد نجا وربح دنياه وأخراه.

وفى النهاية وضح لنا جميعا أنه حقا للكورونا وجوه كثيرة.
————-
* كاتبة وإعلامية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3930 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.