حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
العقل نعمة من الله على عباده , ومنحة من أعظم المنح , وأجلها على الإطلاق , ويعد هبة من هبات الخالق على خلقه , فلولا العقل ماكان الانسان إنساناَ, او حتى اتصف بكينونته الانسانيه.. سبحانك ربى !
جدت عطاءً على خلقك بميزة عظمى , لم تعطها لغيره من المخلوقات , دلالة منك على حبك وتفضلك وتكرمك لآدم وأبنائه , احببتهم فأعطيتهم , خلقتهم فمنحتهم , كأنك سبحانك خلقت ولم تكتف بهيئة الخلقة , بل زدت عطاءً على عطاء , ونعماً ليست لها حصراً اوعدداً , بل مدداً متناهياً ليس له حدا أو عد , أكرمت الخلق بأفضل نعمة فى الوجود ألا وهى نعمة العقل.
هب ان الانسان بلا عقل , ماذا يكون حاله ؟
بالطبع سيكون مثل سائر المخلوقات , لا فرق بينه وبينهم , سيكون جسداً كأجسادهم بلا عقل , وكم والله أصناف من الناس لاعقل لهم ؟ يتساوون بمن لا عقل له من المخلوقات بل هم أضل , وساءوا سبيلا , مثل هؤلا يعيشون بيننا , ويتعايشون معنا , وزادونا رهقا , ألبسونا هماً وحزناً .. عدم الفهم مصيبة , وإذ كنت مصراً ألٌا تفهم فهذه مصيبة أكبر ..!
وإذ أوهمت عقلك أنك الوحيد الذى تفهم, فأنت بلا شك أحمق سفيه , إذ ادٌعيت لنفسك الفهم المطلق , فأنت لا محالة عربيد متطاو ل.. قلبى ماذا بك ؟ أراك مهموماً متعباً , ألم تعلم أن صلاة الفجر أوشك نداء الحق أن يرفعها , أخبرنى أيها القلب المعنٌى ! ماذا تريد ؟
أنا وأنت بمفردنا , لا ثالث لنا إلا قلمى شريك بينى وبينك , أنا مشفق عليك , أخشى عليك من ماذا ؟ أيها القلب المتعب تخبرنى بأنى متعب , ياسيدى.. ما أنت متعب مثلى , ماهو الحال من بعضه ؟ لاتعايرنى .. !؟
آه لك أيها القلب ! لقد صدقت فيما تقول : الحال .. الهم الذى فرض علٌى جبراً نتيجةً لأخطاء غيرى , وتبين لى أنها أخطاء نابعة من عقل أصم لا يفهم , وإذا فهم لايفقه ! أوقعنى فى شراك السفلة الأراذل , مرضى القلوب , سفهاء الفتنة , مردة الحقد الاسود , عبدة شيطانهم الأكبر الذى أصبح بين قاب قوسين أوأدنى أن يحرق حرقاً ذاتياَ.
إن غداَ لناظره قريب , والله غالب على أمره , ولكن رزلاء القوم يعمهون فى أبحر الباطل مغرقون , هم , والله غرقى لا يدركون , وإذا أدركوا لا يفهمون , وعدم الفهم نتيجة مؤكدة لأسباب حقيقيه.. منها العقل المختل الذى صار هوساَ وسفهاَ (لا عقل ) اللهم احفظ عقولنا من سفاهة السفهاء , وحمق الأغبياء ..آمين.
