حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
——-
كنت أشاهد أحد البرامج الدينية، واتصلت سيدة تشكو من زوجها وأرجعت كل مشاكلها الى أن زواجها كان زواج صالونات ( تقصد انه زواج عن طريق الأهل وليس عن حب ) وكانت تتحدث عن زواج الصالونات هذا وكآنه سُبه، ومن هنا جاءت فكرت المقال والعنوان ،، وقد أرتأيت أن ابحث فى هذا الامر قبل الكتابه عنه ومعرفة رأى الطب النفسى فيه.
أولا… إن الزواج عادةً يحدث عن طريق الصداقة او الزمالة في العمل او الدراسة و زيجات اخرى تحدث عن طريق الحب بين الشاب والفتاة و اخري تحدث عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الانترنت ومواقع الزواج . ونحن اليوم في صدد الحديث عن الزيجات التقليدية او ما نسميه بزواج الصالونات الذي يحدث عن طريق الاهل والاصدقاء والمعارف ،و سنتناول زواج الصالونات من حيث مميزاته وعيوبه فلا يوجد شيء يخلو من العيوب مهما تعاظمت مميزاته ولا شىء بدون مميزات مهما تجلت عيوبه .
ثانيا… المميزات : الزواج التقليدي هو زواج مضمون من حيث النسب والاصل فالعائلتان يعرفان بعض جيداً ولا حاجة فيه الى السؤال عن الاهل وبذلك يقضي على الخوف الموجود من اصل ونشاة العائلة.
– الزواج التقليدي يكون الرأي فيه قائم على المشاركة بين جميع افراد العائلة فهم جميعاً متحملون مسئولية نجاح هذا الزواج الذى تم في اطار تباركه العائلة ولا يتحمل الزوج والزوجة وحدهما تلك المسؤلية .
– الزواج التقليدي في كثير من الاحيان قد تختفي فيه بعض المشادات المتعلقة بالامور المادية كالمهر وما الى ذلك
ثالثاً العيوب :
• في زواج الصالونات لا تكون هناك فرصة لاختبار مشاعر كل طرف ناحية الطرف الاخر فالزواج هنا شى مسلم به يخضع لأسس وقواعد ثابتة لاتراعى فيها المشاعر الى حد بعيد .
• اثناء فترة الخطوبة قد يكتشف احد الطرفين عيوب في الطرف الاخر وعند مصارحة الاهل بها وبعدم امكانية الاستمرار في تلك الخطبة تحدث المشاكل وتبدأ الاسرة في التدخل خصوصا بالنسبة للفتاة حيث انها ترى ان ذلك الزواج مثالي من وجهه نظرهم حيث انه تتوافر فيه الشروط المثاليه للزوج �• غالبا ما تكون فترة الخطبة في زواج الصالونات قصيرة مما لا يتيح لكلا الطرفين التعرف على بعض بشكل دقيق مما ينتج عنه الكثير من المشكلات بعد الزواج .
رابعاً… رأى الطب النفسى فى كل ما تم ذكره:
١/ يرى الطب النفسى ان سبب التخوف وربما الرفض للزواج التقليدى وخصوصا من قّبل الفتايات هو ما تم تخزينه فى العقل الباطن من صورة ذهنية سلبيه عن هذا الامر ، مثل انه جاء كى يُعاين البضاعة ، واننى لست سلعه وهكذا ونست الفتاه انها أيضا حين تراه فى المقابله الاولى هى تعاينه هى الاخرى ولها كامل الحق فى القبول أو الرفض.
٢/أيضا سبب رفض هذا النوع من الزواج ان الشاب و الفتاه يعتقدون انه زواج عقل بلا عاطفه.
٣/ الطب النفسى لا يرفض هذا النوع من الزواج وربما يشجع عليه ولكن بشروط ، لانه يخشى من العلاقات قبل الزواج وذلك لانه ربما تكون الفتاه غير مؤهله لاكتشاف ألاعيب الشباب ، وربما يكون الشاب لم يبلغ من النضج ما يجعله يفهم ذاته ومن ثم لا يقدر على تقيم الامر ، ولَم ينقلوا تلك العلاقه الى الضوء لتصبح حقيقه واضحة ، ولكن فى نفس الوقت يرفض الطب النفسي ان يتم الزواج دون قدر معين من المشاعر يربط بين الطرفين قبل الزواج ….
لذلك نرى انه يجب ان يحدث قبول فى البداية ، ثم تكون الخطوبة لمده مناسبة ، كى يستطيع كلا الطرفين من التقرب الى الاخر وفهمه ومعرفه مفاهيمه ونمط شخصيته ، ولنتذكر جيدا قول سيدنا رسول الله حين قال … إن جائكم من ترضون دينه وخلقه … الدين معروف ومفهوم ولكن نأتى لكلمة خُلقه ونتأمل فيها قليلا … الم يكن كافياً أن يقول رسول الله وهو من أُعطى جوامع الكلم أن يقول إن جائكم من ترضون دينه وفقط … لماذا قال خلقه ايضاً …. أليس الخلق جزء من الدين ؟
ولكن فى الرؤية النفسية أن الخلق هنا المقصود به سمات الشخصية …من جاءكم ترضون سمات شخصيته … اى نختار سمات الشخصية التى تناسبنا ، لذلك يدعو الطب النفسى الشباب أن يكونوا على حذّر تام. مهما كانت المظاهر براقة وجميلة، تحلوا بالذكاء والحكمة وتزودوا بالعلم والسؤال والبحث، لتكتشفوا حقيقة الشخص الذي أمامكم خلال مرحلة الخطبة قبل أن يتم الزواج ، فلذلك جعلت الخطبة، وليس لتغرقوا في بحور العواطف وتعموا عن الحقائق
اخيراً نقول …. الزواج التقليدى او ما يسمى بزواج الصالونات ليس سُبه وليس هو سبب المشاكل الاسرية ولكن يجب أن يُقام على الأسس التى أشرنا اليها ، فيحدث القرب والألفة و الإعجاب ومن ثم الحب ..اللهم احفظ شبابنا وأسرنا.
(حفظ الله مصر …. أرضاً وشعباً وجيشاً)
