السبت , 27 أبريل 2024
الكاتبة سارة السهيل

سارة السهيل تكتب: الرياضة العنيفة وحياتنا (1)

= 1884

تلعب الرياضة دورا مهما في تقوية صحتنا الجسدية والنفسية، فضلا عما تحققه من تسلية وبهجة وتشبع في النفس حاجات مهمة للمغامرة والاكتشاف، وما تخلقه من قيم الانتماء والترويج لقيم التعايش الحضاري بين الشعوب ، رغم ما تتطلبه من روح المنافسة.

ولكن هناك أنواعا عديدة من الألعاب الرياضية التي تحرض على العنف، وتكرس للاعتداء على الأخرين، والبعض منها يودي بحياة الانسان مثل الملاكمة والمصارعة الحرة ومصارعة الثيران وغيرها ، بل أن بعضها ينتمي للرياضة الخطرة التي تودي بحياة الانسان في غمضة عين!

فالرياضة ممتعة ومثيرة ولكن حياة الانسان أغلى من أن يفقدها في لعبة خطرة، أو ان تنمي بداخله ثقافة العنف أو ان تفقده عافيته أو عمره في ثانية.

وقد أطلقت على الرياضة العنيفة مسميات عديدة منها: الرياضة الحرة، رياضة الإثارة، ورياضة المغامرات. وكلها مصطلحات تعبر عن أنشطة رياضية تنطوي على درجة عالية من الأخطار المحدقة بممارسها.

وللأسف فان الكثيرين يلجأون لممارسة الرياضة العنيفة ظنا منهم في قدراتها على استعادتهم لعافيتهم ومساعدتها لهم في التخلص من مشكلات الوزن الزائد واشباعها لروح المغامرة لديهم.

وتؤثر الرياضة البدنية العنيفة بالسلب على الفتيات، ومنها الركض مسافة طويلة، ولعب الجمنازيوم، حيث تؤدي الى اصابتهن بحالات القمة العصبي، وتؤخر البلوغ لديهن، كما قد تسبب الرياضة البدنية العنيفة كسباق الماراثون، والجمنازيوم في الاصابة بنوبات قلبية حادة والموت المفاجئ، خاصة لدى الذين يعانون أمراضا في القلب مثل قصور قلبي إكليلي، والمدخنين الذين يعانون ارتفاعا في كوليسترول الدم، وتصلب الشرايين.

وترجع أستاذة الصحة الجسدية بجامعة “فولدر” بفرانكفورت، تأثير الرياضة العنيفة والاصابات بالأمراض، الى إن التمارين الرياضية تستهلك كميات أكبر من الأكسجين؛ مما يضاعف تأكسد الخلايا وتؤدي إلى الوصول لمرحلة الشيخوخة المبكرة، فضلا عن أن الرياضات العنيفة تضعف جهاز المناعة لدى الرجال. أما بالنسبة للنساء، فتؤدي إلى انخفاض هرمون “الأستروجين” وانقطاع الطمث.

ورصد المتخصصون العديد من الرياضات الخطرة ومنها سباق السيارات الفـورمــولا1 التي ينتج عنها حوادث خطيرة تودي بحياة متسابقيها بسبب ما تتطلبه من سرعة فائقة في السباق، فيما يدخل سبــاق الـراليـات في سياق هذه الرياضيات الخطرة بسبب ما تحتاجه ايضا من سرعة فائقة وقدرة على التحمل.

ولا يمكن استثناء رياضة الهوكي من مظاهر العنف، فهي بالرغم من كونها رياضة جميلة, وحماسية ولكن ملاعبها تشهد العديد من الاصابات نتيجة الاحتكاك الشديد والعنف الكبير في معطيات اللعبة نفسها.

أما تسلق الجبال وما تحققه هذه الرياضة من متعة وتفاعل حي مع الطبيعة، فان خطورتها تذهب بحياة الانسان في لحظة واحدة كما حدث مع متسلقة الجبال المصرية هبه الحسيني التي لقيت مصرعها أثناء ممارستها رياضة تسلق الجبال بمدينة مراكش المغربية، بعد أن انزلقت قدمها عقب وصولها قمة جبل طوبقال والذي يعد أعلى قمم جبال الأطلسي الكبير بالرباط، وانزلقت في فجوة يبلغ عمقها نحو 400 متر بمنطقة شديدة الوعورة.

وتمكنت السلطات المغربية من انتشال جثتها بعد مجهودات مضنية في استخراجها مستخدمة طائرة هليكوبتر وقوات متخصصة.

ورغم أهمية رياضة الفروسية في تقوية الجسم و رغم اعجابي بها و انحيازي لها دوما الا أنها تدخل ضمن الرياضة العنيفة لأن الفارس يتعامل مع الخيل وهو كائن قوي وقد يصعب السيطرة عليه وترويضه بما يؤدي الي وقوع العديد من حالات الوفاة خلال اجتياز الحواجز.

بينما تبقي مصارعة الثيران رياضة انتحارية، لأنها تعتمد على مصارعة المتسابق لثور شرس يسعى المتسابق للانتصار عليه بعد استفزازه وضربه بالسهام والرماح التي في يديه وطعنه في ظهره بما يؤدي الى هياج الثور وغضبه وظهور شراسته في صورة طعن المتسابق بقرنيه فيصرع فاقدا عمره الغالي في طرفة عين ، و بالكف الثانية تعتبر هذه الرياضة عنف ضد الحيوان الذي يتم زجه رغما عنه في لعبة خطرة لأذيته و قتله أحيانا ، و هذا امر غير انساني وغير أخلاقي .

——————
* وللحديث بقية غدا ان شاء الله.

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 6191 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.