الخميس , 2 مايو 2024

“زايا”..رواية جديدة للكاتبة السعودية ريم الصقر

= 992


حياتي اليوم

"أهلي وأنا .. نشبه من اقتلع نبتة من مكان .. وحين جفت جذورها أعاد غرسها بمكان آخر .. لم يتمكن أبي أن يزرعني في السعودية ..رغم ميلادي بهـا .. وصالح لم يستطع أن يغرسني بالإمارات .. رغم أنها كانت أكثر يسرا .. وبحبوحة .. ربما لأن كلاهما كان أقل من أن يهديـني حبا حقيقيا .. لكني بالحب .. استطاع محمد أن يغرسني في بلاد الفرنجة كما يسميها ونضحك منها.

تلك هي اقتباسة من رواية "زايا"للكاتبة السعودية ريم الصقر، والصادرة حديثا عن "مجموعة النيل العربية للنشر".. تلخص بدقة حالة التشتت التي عاشتها بطلتها.. وما ترمي إليه الكاتبة السعودية ريم الصقر عبر سطور روايتها شديدة الحبكة متميزة المفردة والصورة .

تطرح الرواية استفهامات عميقة لعل من أبرزها.. لماذا الجنسية أو "الهوية" التي تعد من أثمن الأشياء.. قد تكون أحيانا من أرخصها ؟.. ولماذا تقييم الآخر لك يبتديء فقط بعد أن يعرف من أين أنت..؟؟ مثل هذه الأمور هي ما ظلت الكاتبة ترصدها وتلح عليها عبر المراحل والأحداث التي مرت بها بطلتها "زايا".

ريم الصقر أرادت أن تقول ببساطة إنه أينما يوجد الظلم وجد الانسان.. مستلهمة أفكار جيفارا وغاندي عبر سطور روايتها فقد ظلت البطلة "زايا" مثلهما تقاوم وتتمسك بالأمل إلي أن كافأتها السنون بالحب وألقت بها علي شاطئه بعد طول معاناة

الرواية في ظني هدفها أعمق وأبعد كثيرا من مجرد تسليط الضوء على المصاعب والعقبات التى تواجه المرأة العربية المثقفة في مجتمعاتها المحلية ما يدفعها للتنقل إلي ثلاث دول واحدة منها غربية.. فزايا بطلة الرواية رمز لكل امرأة فقدت هويتها ووجدت نفسها في وقائع بيت كما تقول الكاتبة نصا "فـُـككت عُراه .. الأم .. الأب .. المجتمع .. حين لا تمنهج الأم علاقتها بإبنتها ..فتتبدى لها بصورة الشر المطلق .. وحين يصعر الأب خده حتى يتشيأ كأرجوحة الحدائق العامة تتمكن منها كل مؤخرة عابرة.. ومجتمع لم يرأف بآتٍ غريب" ..

ورغم الختام الذي يبدو سعيدا للرواية إلا أنها أبدا لم تكن كالأفلام العربية.. فقد يكون هذا الانتصار مؤقتا وهو ما دفع ريم الصقر لأن تقول في التتمة رغم رسوها علي شاطيء الحب "أنا أيضا .. تمسكنتُ كثيرا .. وتألمت أكثر .. وحين نظرت بالأمر كله وجدتني أعيد تاريخ أبي وأتذكر رحلة البحرين الأولى .. فبنت الخادم .. تمسي خادمة ولو بعد حيــن

والرواية هي العمل الإبداعي الثاني للكاتبة السعودية ريم الصقر بعد مجموعة قصصية متميزة صدرت لها العام الماضي تحت عنوان "بنات النعمة" .

شاهد أيضاً

وفاء أنور تكتب: حكاية العم “رجب”

عدد المشاهدات = 4153 أبطأت خطواتنا وهدأت من سرعتها اضطرارًا، اضطربت حركة أقدامنا المثقلة متأثرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.