الخميس , 9 مايو 2024

راندا العدوى تكتب: أيقظوا ضمائركم أو ارحلوا عنا

= 1897

 

Randa Adawy

هناك قوي كامنة داخل الإنسان تدعوه للخير وتنهاه عن الشر  قوة فطرية وصوت داخل أعماق الإنسان يراقبه وعندما يخالف الإنسان هذه القوة   يشعر بعدم الارتياح وتأنيب النفس وعندما يمثل لتلك الأوامر  يشعر بالراحة النفسية انه "الضمير " الإنساني .فالضمير جزء من الأخلاق وتدعوا إلية كل الأديان السماوية  فهو من باب مراقبة الله في كل أعمالك قبل أن تراقب الناس  هذا هو المخلص الفلسفي والديني لـ"الضمير ".

عندما تجد شخص ما يؤدي عملة بإخلاص وتفاني وإتقان تصفه بكلمة واحدة "عنده ضمير "،واعتقد أن "مصر "والوطن العربي في اشد الحاجة إلي تفعيل هذا الضمير المعطل فعندما يؤكل إلي عمل يجب أن تنفذه بإتقان وكأنك تأدية إلى نفسك  ،واعتقد أن عقدة الخواجة في الصناعة والزراعة والاقتصاد والتكنولوجيا  والخبرة الكبيرة هي أن هؤلاء أيقظوا ضمائرهم في أعمالهم فتعلموا بإتقان وأضافوا إلى تعلميهم بمهارة وحب وضمير فكانت النتيجة تفوق ونجاح ،في المقابل نجد العنصر العربي يبحث عن مطالبه أولا المالية والوضعية وغيرها ويمنح ضميره أجازة في كل ما يعمله أو يقدمه للآخرين .

وحتى لا يكون حديثي سرد غير ممثل علي ارض الواقع نضرب لكم مثل من كل مجال ،فمثلا عندما خرجت كوادر التلفزيون المصري خارج مبني ماسبيرو أحدثوا ثورة في الإعلام العربي  وظهروا بشكل مميز في كل شئ وعندما تشاهد أداهم داخل التلفزيون المصري تستعجب وتقول هل المخرج والمذيع  والمصور والفني والمعد هم نفس الأشخاص الذين يعملون في قناة كذا الفضائية  ويقدمون هذا الإبداع   في الحقيقية هم نفس الأشخاص ولكن هذا احضر ضميره في العمل الخاص وغيبية في العمل الحكومي وفي كل الأحوال عندما تسأل عن السبب فان الإجابة اكلشيه معروف وهو علي قد فلوسهم ،هذا ليس أمر معمم  لان المدير المسؤول في القطاع الحكومي الممثل للدولة قد يكون لديه أسباب تمنعه من تطوير الأداء   والتركيز والتفكير  .

هذا المثال ينطبق عن الذين يملكون ضمير مغيب ويؤدون أعمالهم بطريقه باهته لا تستحق الأجر الذين يتقاضونه ولا يستحقون حجب المكان لأنفسهم ومنع المجتهدين  ،وهناك مثال أخر عن فئة مات ضميرهم وانعدمت أخلاقهم في عدد كبير من الوزارات ،وأتذكر أنى جلست ذات مرة مع مسؤولي كبير في احد الوزارات  المهمة وقال لي حرفيا انه استلم عملة وكيل وزارة في احد المحافظات ومسؤول عن عدد من العاملين يتجاوز عددهم علي الورق عشر ألاف عامل  يتقاضون رواتب من أموال الدولة  يحضر منهم للعمل فقط 600 عامل والباقون يذهبون لصرف رواتبهم فقط ،حتى أن هذا المسؤول مكث في مكانه ثلاث شهور فقط واستقال بعد أن رأي عجب العجاب  حتى أن هناك احد الموظفات سافرت إلى خارج البلاد أكثر من عام وكانت تقاضي راتبها وقبل أن يغادر المكان هذا المسؤول شاهد هذه الموظفة وزملائها يهنئوها بالعود إلي ارض الوطن بعد عام من الغياب وفوجي المسؤول أنها كانت تتقاضي المرتب لمدة عام بالإضافة إلي الحوافر والمكافآت والعيدين ورمضان عن طوال العام،هذا الكلام معروف للجميع ولم يكن هذا سرد من خيالي أنما واقع يعرفه الجميع  ..فما الوصف الذي يستحقه من يفعل هذا واعتقد أن عددهم يقدر بالملايين   فهذا النموذج موجود في كل قطاعات الدولة.

في النهاية أقول لن تنهض مصر بهؤلاء الذين انعدمت ضمائرهم بل ماتت ودفنت بجوار أخلاقهم أن إيقاظ الضمير الإنساني هو إيقاظ للوطن أيقظوا ضمائركم أو ارحلوا عنا .

—————

* كاتبة المقال استاذ بالجامعة الأمريكية.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 2399 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.