السبت , 4 مايو 2024
الربيعي مع الماجدي في الجلسة الحوارية

د. خزعل الماجدي: لغتي الملحمية في الشعر قادتني لخشبة المسرح

= 2460

مسقط – حياتي اليوم

ضمن برنامج” مقهى المسرح” عقدت الجمعية العمانية للمسرح جلسة حوارية مع د.خزعل الماجدي أدارها الشاعر عبدالرزّاق الربيعي، وذلك مساء أمس الأول -الأحد -في مقهى “فناجين” بالعذيبة حضرها عدد من المهتمين.

في بداية الجلسة رحّب الربيعي بالضيف، معرّفا به قائلا ” قبل وصول الماجدي مسقط، سألني أحد الأخوة بماذا نعرّف الماجدي هل الشاعر العراقي؟ أم الهولندي؟ فأجبته: دعك من هذا وذاك، وعرّفه بأنّه الشاعر السومري، والبابلي، والأكدى، والآشوري، كونه انحدر من تلك السلالة، التي سكنته، وسكنها في اشتغالاته الشعريّة، كونه واحدا من أهم شعراء حقبة السبعينيّات في العراق، والمسرحيّة، وبحوثه، وكتبه التي حلّل بها الأساطير، وقرأ تاريخ الحضارات القديمة، والأديان”.

وتوجّه الربيعي بالشكر لقبوله دعوة الجمعية للقاء المسرحين كون المسرح ركنا أساسيا من أركان تجربة الماجدي الذي كتب 35 نصا، شقّ 22 منها طريقه للخشبة المسرح، وشاركت العروض التي كتبها في مهرجانات دولية، ونالت أعماله جوائز عديدة، وعبّر الماجدي عن سعادته بلقاء المسرحيين اعتزازا منه بهم، وتحدّث عن بدء علاقته بالمسرح التي خرجت من رحم علاقته بالشعر، فاللغة الملحميّة التي كتب بها الشعر لفتت أنظار المسرحيين، ومنهم الدكتور صلاح القصب الذي أصغى لنص شعري طويل قرأه الماجدي في جلسة خاصة حمل عنوان “عزلة في الكرستال”، وطلب من الشاعر إعادة قراءته مرتين، وفي كل مرّة كانت القراءة تستغرق ساعة كاملة، حتى أنهك لكن القصب وهو من كبار الجماليين في المسرح العراقي والعربي ربت على أكتافه ،وقال “هذا النص سيكون عرضي القادم” ،فكان ،وأحدث دويّا خلال عرضه في فضاء مفتوح بكليّة الفنون الجميلة ببغداد عام1990 ، هذا الدوي شجّعه على كتابة أعمال أخرى

وحفلة الماس، وقمر من دم، والغراب، ومسرحيات قصيرة جدا،و قيامة شهرزاد، ونزول عشتار الى ملجأ العامرية، وأكيتو ( الليالي البابلية )،و مفتاح بغداد،وأنيما، وسيدرا التي فازت بالمركز الأول في مهرجان قرطاج وكانت من إخراج الراحل فاضل خليل، وهاملت بلا هاملت التي أخرجها الفنان ناجي عبدالأمير، وكتبها بناء على طلبه، ولم يكن قد كتب سوى العنوان،الذي أثار دهشة الناقد جبرا إبراهيم جبرا، عندما سمع به، وظن إنه نوع من العبث الشعري لكنّه فوجيء حين شاهد العرض ،وقام بالتعقيب عليه،واعتبره لغته العالية تقترب من لغة شكسبير، كون جبرا قام بترجمة العديد من مسرحيات شكسبير للعربيّة، ثم قدم النص في أكثر من مكان من بينها مسقط عندما وقع اختيار المخرج جابر الحراصي عليه “

وأشار الماجدي الذي زار مسقط بدعوة من النادي الثقافي بالتعاون مع شبكة المصنعة الثقافية لتقديم عدّة محاضرات بدأها بمشاركة في ندوة بعنوان “الفولكلور العماني قراءات في الميثولوجيا (الأسطورة والطقس)، وتحدث خلالها عن العلاقة بين التراث الشعبي، والأساطير، ومحاضرة في جامعة السلطان قابوس حملت عنوان “علم الأديان مكوناته، مناهجه، أعلامه، حاضره، مستقبله”، وأخرى حول ملحمة جلجامش في ( المصنعة) إلى جانب حوارات إذاعية، وصحفية، إنّه لم ينقطع عن الكتابة المسرحيّة إلى اليوم، مثلما لم ينقطع عن كتابة الشعر، لذا يمضي كلّ يوم خمس عشرة ساعة في مكتبته، بصبر،وجلد ، مواصلا وضع مشروع كبير هو موسوعة عن تاريخ الحضارات، لأنّ المكتبة العربية تفتقر لموسوعة كهذه، معتمدا على المصادر الأجنبية، التي جمعها وتجاوزت العشرين الف كتاب وضعه في “ديسك” يحمله معه أينما مضى بعد أن ترك مكتبته في بغداد بعد اختطاف ولده الإعلامي (مروان) عام2006م،وانقطاع خبره إلى اليوم.

وحول دراسته للطب وحصوله على درجة الماجستير في علم الفايروسات قال”في زمننا لم تكن الخيارات كثيرة في الدراسة ،فاخترت الفرع العلمي،ونلت معدلا عاليا أهّلني للقبول بكلية الطب البيطري، وكانت الدراسة صعبة، لكنني اجتزتها، واعتبر دراسة العلم هي التي قوّت صلبي في الجانب المعرفي لاحقا، لكنني تركته، وانتقلت الى وزارة الثقافة لأعمل في مؤسسة السينما والمسرح، ومواصلة مشاريعي ، ومن ثم دراسة التاريخ في معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا عام 1996

وقبل انتهاء الجلسة التي تطرّق خلالها لمحطّات عديدة في حياته، طلب الحضور منه قراءة عدد من نصوصه الشعريّة، فاستجاب لطلبهم، وألقى عددا من نصوص كتبها في تمجيد الحب، والجمال، لكن الجمهور طلب منه أن يقرأ عن الجرح العراقي، فألقى نصوصا تتدفق حزنا، والما، ليختتم بها جلسة امتدت إلى وقت متأخر من ليل مسقط، فمضى بعده مسرعا ليلملم أوراقه، وكتبه ، وحاجياته، ليعود إلى هولندا حيث يقيم

شاهد أيضاً

وفاء أنور تكتب: حكاية العم “رجب”

عدد المشاهدات = 6452 أبطأت خطواتنا وهدأت من سرعتها اضطرارًا، اضطربت حركة أقدامنا المثقلة متأثرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.