حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
لم أتعجب من موقف الرئيس المصري السابق ، ورئيس المحكمة الدستورية الحالي المستشار الجليل عدلي منصور، عندما اعتذر عن قبول عضوية البرلمان ضمن الأعضاء المعينين..
ويقينا… فالرجل لم يضرب الودع عندما ترفع عن هذا المنصب،رغم أن قبوله كان يعني دون شك أنه سيكون رئيسا للبرلمان دون نقاش أو جدل.
خاصة انه المتوقع أن يتعرض البرلمان للطعن بعدم دستوريته، للعديد من الأسباب القانونية ، وفي هذه الحالة ستكون المحكمة الدستورية العليا التي يترأسها المستشار الجليل عدلي منصور هي الفيصل في هذه الدعاوي بحل المجلس. وهو ما كان سيضعه وأعضاء المحكمة في حرج بالغ ، لو كان قد وافق علي قبول تعيينه في هذا البرلمان ، بعد أن يصبح هو الخصم والحكم!!
وهنا لا يفوتني أن أرفع القبعة مرة ثانية احتراما لسيادته.
كما أن احترامنا لقرار الرجل قد تضاعف بعد متابعة أولي جلسات البرلمان ،التي شهدت انتخاب الرئيس واللجان الفرعية، والتي جعلتنا نتأكد أن هذا البرلمان سيكون محكوما عليه بالحل عاجلا أم آجلا..خاصة بعد أن حولها النواب المحترمون الي إحدي فقرات موجة كوميدي !
حيث ظهر أحد السادة النواب وقد استشاط غضبا لعدم انتخابه وكيلا للمجلس فأخذ يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد إلي أن صدرت إليه أوامر من اللهو الخف «ليلم» الدور ويعود أدراجه في هدوء !!
بينما ظهرالنائب الأكثر جدلا والذي اشتهر بأنه يسب ويلعن كل معارضيه علي شاشات الفضائيات ،ويعلن عدم اعترافه بمسمي حقوق أي إنسان ليفوز برئاسة لجنة حقوق الإنسان في المجلس الموقر !!
بخلاف فوز النائب صاحب ال70ربيعا برئاسة لجنة الشباب..أي والله الشباب!!..ولم تتوقف جرعة الكوميديا عند هذا الحد فقد فاجأنا النائب الأكثر شهرة في البرلمان بوضعه لاصقا يمنعه من الكلام علي فمه ،اعتراضا منه علي عدم فوزه برئاسة احدي اللجان ومنعه من الكلام بقرار من المنصة !! فما كان منه الا أن أبدي اعتراضه بهذه الطريقة ليضيف للفيلم الهابط فقرة ساخرة!!
هذا بخلاف السيد نائب «الباي باي» والذي يحرص علي الوقوف أمام الكاميرات والتلويح لمعجبيه علي الهواء مباشرة وكأنه مش مصدق روحه!!
وهي مشاهد أكدت في مجملها أن الغالبية العظمي من الأعضاء لم يدخلوا البرلمان لخدمة من انتخبوهم ،إنما لاكتساب المزيد من الشهرة والمناصب والنفوذ.!!
وأمام هذه الحقيقة الواضحة للجميع ،نجد أن هذا البرلمان في حاجة الي رئيس يجمع مابين مروض الوحوش ،ومدرب في السيرك ،ومعلم في رياض الأطفال يهدئ الغاضبين،ويعلم «الجاهلين»، ويدادي «المقموصين».
كما أن مشاهد البرلمان الحالي ستتحول إلي متعة جديدة ﻷدمنز صفحات الفيس بوك ، الذين لن يجدوا أفضل من جلساته ولا أمتع من فقرات أعضائه ليثيروا الضحك والإفيهات العميقة وكوميديا الموقف …وخلي الشعب اللي اختار أعضاء برلمانه..يتسلي.
————-
daliagamal2020@yahoo.com
