السبت , 18 مايو 2024

داليا جمال تكتب: الهروب للأمام !

= 2006

واذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا . حينما يأتيك عدو يهدد أمنك ، معرضا حياتك للتشرد والضياع ، ويمثل تهديدا وجوديا عليك ،
فلابد ان تستدعي كل هرمونات الجرأة والشجاعة إن كنت تملكها ، لتقاوم خصمك مهما كانت قوته ، ومهما كان ضعفك.
ولهذا نجح أبناء المقاومة في فلسطين.

لقد علمنا أبناء فلسطين درسا في الدفاع عن الحق في الحياة.. الحق الذي لا يحتاج قوة عتاد وسلاح .. بقدر ما يحتاج . قلب شجاع . وإرادة .. ترهب بها عدوك وتحفظ بها حقك و تعلن عدالة قضيتك.

فبرغم إمكانيات الفلسطينيين المحدودة، وقهرهم المتواصل بأسلحة سلطات الإحتلال التي تفوقهم قدرة وعددا مئات المرات ، الا أنه يكفيهم شرفا إقدامهم علي ضرب وتفجير قلب اسرائيل .. ذلك البعبع الذي ينسج المؤمرات علي أكبر الدول دون علمها ، أو بعلمها دون أن تجرؤ أو تحاول التصدي لإسرائيل، فتستسلم لمكائدها بصمت معين !

الفلسطينيون وحدهم واجهوا اسرائيل دون اعتبار لها أولأمريكا بجلالة قدرها التي تقف ورائها، ومع ذلك لا ننكر ذكاء اسرائيل في التعامل مع الأزمه منذ البداية .. فهي لم تستعرض قوتها العسكرية .. ولم تهدد بطائراتها الحربية .. وبجيشها صاحب الترتيب العالمي .. وانما صدرت للعالم ( الغلب والمسكنة) وصورت بكاء المجندين والمجندات، وذعر المصابين، ونشرت صور الحرائق والدمار الذي لحق بمنشآتها ، كما صدرت العالم صور الجندي الاسرائيلي المدجج بالسلاح المسالم !! الذي تعتدي عليه سيدة فلسطينيه عجوز بينما يظهر صامتا أمام غضبها بلا حول له ولا قوة !! متبعة مبدأ الهروب للأمام .. لكسب تعاطف العالم كدولة مظلومة تتعرض للتهديد وللفناء !!

ومع ذلك فإن اسرائل المستضعفة ..لم تترك حقها وتضرب من تحت لتحت . ثم ترتدي أمام العالم ثياب الحملان وتبدأ في مظلوميتها ، عملا بمبدأ اللي تغلب به … إلعب به!

برغم مأساة أحداث فلسطين .. لكن بها دروس وعبر لبعض الدول الكبيرة أو المفترض أنها كذلك .. وعلي هذه الكبيرة أن تشاهد وتراقب وتتعلم كيف تدير أزماتها ..يمكن تطلع بحاجة!

———–
* مدير تحرير أخبار اليوم

شاهد أيضاً

إنجى عمار تكتب: التحلي والتخلي

عدد المشاهدات = 2422 نقطة واحدة فارقة كالحجر الصوان ارتطم بها رأسنا لنعيد اكتشاف أنفسنا. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.