الجمعة , 3 مايو 2024

بكم تبيع صاحبك؟

= 1516

 

القاهرة – حياتي اليوم


روى أحد كبار السن هذه القصة على شكل حوار ..بين رجلين:

قال الأول : بكم بعت صاحبك ؟
فرد عليه الآخر: بعته بتسعين زلة..
فقال الأول : ( أرخصته) أي بعته بثمن زهيد !!

تأملت هذا المثل كثيراً ..
فذهلت من ذلك الصديق الذي غفر لصديقه تسعة وثمانين زلة، ثم بعد زلته التسعين تخلى عن صداقته !

وعجبت أكثر من الشخص الآخر الذي لامه على بيع صاحبه بتسعين زلة وكأنه يقول تحمل أكثر !

التسعون زلة ليس ثمناً مناسباً لصاحبك .. لقد أرخصت قيمته ..

ترى كم يساوي صاحبي أو صاحبك من الزلات ؟!

بل كم يساوي إذا كان قريباً أو صهراً أو أخاً أو زوجاً أو زوجة ؟!

بكم زلة قد يبيع أحدنا أمه أو أباه.. بِكم ؟

إن من يتامل واقعنا اليوم ويعرف القليل من أحوال الناس في المجتمع والقطيعة التي دبت في أوساط الناس .. سيجد من باع صاحبه أو قريبه أو حتى أحد والديه بزلة واحدة ..

بل هناك من باع كل ذلك بلاذنب سوى أنه أطاع نماماً كذاباً !

ترى هل سنراجع مبيعاتنا الماضية من الأصدقاء والأقارب والأهل وننظر بكم بعناها ؟

ثم نعلم أننا بخسناهم أثمانهم .. وبعنا الثمين بلا ثمن ..

ترى هل سنرفع سقف أسعار من لازالوا قريبين منا؟!

إن القيمة الحقيقية لأي شخص تربطك به علاقة لن تشعر بها إلا في حالة فقدانك له بالموت ..

فلا تبع علاقاتك بأي عدد من الزلات مهما كثرت ..

وتذكر قوله تعالى:  "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين"

 

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 3849 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.