عاد الي القاهرة قادما من الخرطـــــــــــوم هود بن سيف العلــــــــــــوي المستشار الإعلامي لسلطنة عمان لدى مصر ، بعد ان قام بتمثيل السلطنة في اجتماعات الملتقى العربي الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم وبحث ظاهرة الإرهاب العالمي، ودور الإعلام في التصدي لها .
ودعا المستشار الإعلامي إلى الاسترشاد بمبادرات وجهود سلطنة عمان التــــي تعمل على نشر القيم الإنسانية واستثمار المخزون الثقافي العربـــــــــــي والإسلامي ، مع إدراج مواد في مناهج التعليم تركز على العدالة وتجريم العنف ، و إبراز سماحة الدين الاسلامي ودعمه لقيم الفضيلــــة ونبذ الإرهاب والتطرف ، مؤكدا أن السلطنة تتبنى برامج إعلاميـــــــة هادفة تقي المجتمع العماني من تسرب الصور والأفكار الدخيلة التــــــــي تحض على الانحراف الفكري .
وأشار إلى ان الوفود المشاركة في الاجتماعات ركزت على أهمية تفعيل دور الخطاب الديني في التصدي لظاهرة الإرهاب العالمية ، وذلك بالتأكيد على ضرورة أن يتمسك بانفتاحه ووسطيته وشموله لمختلف المستجـــــــــدات العصرية في جوانــــب الحياة المختلفة .
وأشار إلي أن المعضلة الرئيسية التي هـــــــــي المسبب الأول لآفة الإرهاب العالمي يتمثل الشق الإعلامي منهــــــــــا في التدني المعرفي واضمحلال الفكر، وتصحيح هذا الوضع هـــــــو المهمة الرئيسية التي يحمل الإعلام مسئوليتها للنهوض بأفـــــــــــق عقلية المواطن ، إذ ينبغي أن يكون هناك تقدما فكريا موازيـــــــــا للتطور التقني المتسارع ،حيث ان هناك فجوة بين الفكر والتقنية الأمر، الذي أدى إلى استخدام هذه التقنيات استخداما مدمرا وهداما للمجتمعـــــات العربية نظرا لتعاطي المواطن مع وسائل الإعلام دون ان يمتلــــك الإمكانات التي تؤهله للخــوض في هذا المعترك،أو للتمييز بين الحقائق والأكاذيب .
ويتوجب علي كل إعلامي يحمــل مسئولية هذه الرسالة السامية أن يكــــــون على درجة من الوعي وذو فكــر ثاقب وبعد نظر ، وان يتمتع بالأمانة والضمير الحي ، وان يضع نصـــــب عينيه مصلحة الأوطان والمجتمعات العربية في المقـــــــــــام الأول ، وان لا ينساق إلى مآرب أخرى ، او الي تنفيذ مصالح تتنافى تمامـــا مع مهمته الأساسية ، وهي توجيه الرأي العام وتصويب مساره لما يدعـــو إلى البناء والاعمار ،لا إلي ما يؤجج الفتن ويسهم في نشر الدمار 0
واختتم الأستاذ هود بن سيف العلوي أحاديثه الإذاعية والتليفزيونيـــــــــة بالتأكيد على قناعته التامة أن التشدد والإرهاب والتطرف والعنف مــــــن المحال أن يصدر عن صاحب عقل لبيب واعي ذو بصيرة تدرك الهـــــدف الحقيقي من وراء إشعال نيران الصراعات والحروب التـــــــــــــي تستهدف في النهاية تدمير الحجر والبشر ، مشددا علي ضرورة وضع خطط تنفيذية لمتابعة تفعيل دور الإعلام في مواجهة مخاطر الإرهاب ومنهجه المضلل حيث انه شريك أساسي في التصدي للتطرف بكافة أشكاله ، باستخدام آلياته وأذرعه ووسائطه المتنوعة سواء التقليدية منها أو الجديدة من خلال التوعية والتثقيف والتعريف بحقيقة الجماعات الإرهابية ،إلى جانب إظهار الصورة السمحة للإسلام المناهضة للدعوات التحريضية الهدامة والممارسات الضالّة .كما أكد على أهمية حشد جهود وسائل الإعلام العربية للرد علي الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة .