حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
أكدت العديد من الدراسات الاستراتيجية الجديدة علي أهمية دور سلطنة عمان فى منظومة العلاقات الدولية خاصة وأن هناك إجماعا على أنها تعد مركزا رئيسيا لمشاورات ومباحثات مهمة على كافة المستويات. تماما مثلما تعتبر بمثابة خط الدفاع الأول، والحارس الأمين لأمن منطقة الخليج وسلامتها واستقرارها، مما ينعكس ايجابيا على دعم السلم العالمى، فضلا عن أنها شريك ايجابي فى علاقات وثيقة على المستويين الإقليمي والدولي.
من جانبهم يؤكد المحللون السياسيون أن سلطنة عمان تواصل القيام بأدوار مهمة تسهم فى دعم الاستقرار الاقليمى والسلام العالمي من خلال تفعيل القوة الناعمة للدبلوماسية العمانية تنفيذا لسياسات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان .
لذلك تعد السلطنة عمان واحة للسلام والاستقرار وقلعة للدبلوماسية الهادئة والحكيمة، فى عالم يموج بالصراعات والأحداث الهادرة والمتلاحقة. وللسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان عبارة مأثورة قال فيها منذ سنوات: "ليس لدينا أي خلافات، وأيضا نحن لا نصب الزيت على النار في أي اختلاف في وجهات النظر مع أحد".
من هذه المنطلقات يؤكد دائما أن سياسات السلطنة أساسها الدعوة الى السلام، وأن العلاقات العُمانية الخارجية تقوم علي قيم التواصل الحضاري والحوار والاحترام والتعاون الإيجابي.
تمثل هذه الكلمات عناصر مرتكزات رؤية بعيدة المدى تطرح أنجع الأساليب فى التعامل مع الأزمات والخلافات الدولية المعقدة والمحتدمة التى تحتاج حكمة بالغة فى إدارتها، ليس من أجل حلها فحسب، وإنما لتجاوز انعكاساتها ومردوداتها السلبية مستقبلا.
على ضوء مواقف السلطنة ونتائج الاتصالات التى تجريها من جانبهم يؤكد المحللون السياسيون أن هذا الأداء رفيع المستوى يتميز بأنه يعكس حرصا بالغا من السلطنة على العمل فى صمت وهدوء، وبمعزل عن صخب ماكينات الإعلام الدعائي المدوية التى تفسد فى أحيان كثيرة جهودا غير عادية، خاصة وأنها لا تلقى بالا للتباهي إعلاميا بانجازاتها ولم تسع يوما إلى ذلك، إنما تترك هذه الانجازات لتتحدث عن نفسها بنفسها، لأنها لا تهتم بسياسات الطنطنة الإعلامية.
على ضوء ذلك تعكس السياسة الخارجية للسلطنة ملامح شخصية الإنسان العمانى وخبراته التاريخية، فاتسمت بالهدوء والصراحة والوضوح على خلفية احترام الشرعية الدولية، مع التمسك بعدم ازدواجية المواقف، فلا تناقض مطلقا ما بين القرارات التى تشارك فى اتخاذها داخل قاعات الاجتماعات
