الخميس , 2 مايو 2024

الفرق بين قول إمرأة فلان..وزوجة فلان في القرآن الكريم!

= 9111

من قبيل الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم، التفرقة بين الزوجة والمرأة في آيات وسور القرآن الكريم، فمتى تكون المرأة زوجا ومتى لا تكون؟

عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين، نلحظ أن لفظ (زوجة) يطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامة بينها وبين زوجها، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تاما بينهما، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ..

فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملا، ولم تكن الزوجية متحققة بينهما، فإن القرآن يطلق عليها (امرأة) وليست زوجا، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما …
ومن الأمثلة على ذلك:

قوله تعالى : ۞وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ۞ (الروم:21).

وقوله تعالى : ۞ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا۞ [الفرقان:74].

وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجا لآدم، في قوله تعالى :

۞وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ۞ (البقرة 35). وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أزواجا )له، في قوله تعالى :

۞ النَّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ وَأَزْوَاجه أُمَّهَاتهمْ ۞ [الأحزاب: 6].

فإذا لم يتحقق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمي الأنثى (امرأة) وليس (زوجا).

قال القرآن : امرأة نوح، وامرأة لوط، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط، وهذا في قوله تعالى :

۞ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ۞ [سورة التحريم: آية 10].

إنهما كافرتان، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي، ولكن كفرها لم يحقق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي. ولهذا ليست (زوجا) له، وإنما هي (امرأة) تحته.

ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون، في قوله تعالى :

۞وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ ۞ (سورة التحريم 11).

لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية، فهي مؤمنة وهو كافر، ولذلك لم يتحقق الإنسجام بينهما، فهي (امرأته) وليست (زوجه).

ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين (زوج) و (امرأة) ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، أن يرزقه ولدا يرثه. فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب، وطمع هو في آية من الله تعالى، فاستجاب الله له، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة.

عندما كانت امرأته عاقرا أطلق عليها القرآن كلمة (امرأة)، قال تعالى على لسان زكريا :
۞وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) ۞ سورة مريم.

وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه، وأنه سيرزقه بغلام، أعاد الكلام عن عقم امرأته، فكيف تلد وهي عاقر، قال تعالى :
۞ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) ۞ (سورة آل عمران)

وحكمة إطلاق كلمة (امرأة) على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقق في أتم صورها وحالاتها، رغم أنه نبي، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة، وكانا على وفاق تام من الناحية الدينية الإيمانية.

ولكن عدم التوافق والإنسجام التام بينهما، كان في عدم إنجاب امرأته، والهدف (النسلي) من الزواج هو النسل والذرية، فإذا وجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب، فإن الزوجية لم تتحقق بصورة تامة.

ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر، فإن الزوجية بينهما لم تتم بصورة متكاملة، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة (امرأة)

وبعدما زال المانع من الحمل، وأصلحها الله تعالى، وولدت لزكريا ابنه يحيى، فإن القرآن لم يطلق عليها (امرأة)، وإنما أطلق عليها كلمة (زوج)، لأن الزوجية تحققت بينهما على أتم صورة.

قال تعالى :
۞ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۞

والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي (امرأة) زكريا في القرآن، لكنها بعد ولادتها يحيى هي (زوج) وليست مجرد امرأته.

شاهد أيضاً

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله عز وجل

عدد المشاهدات = 2227 ✍️ صفاء مكرم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى …

4 تعليقات

  1. السلام عليكم

    ينقض تقريركم اعلاه قوله تعالى في سورة ال عمران: إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)

    فلم يثبت ان هناك خلاف عقائدي او غيره بين عمران وامراته حسب ما جاءنا في الايات بل انجبا مريم البتول ولانهما كانا من بيت صالح نذرت امراة عمران ابنتها لخدمة بيت الله ، ولان عمران كان من اهل الخير والصلاح تسابق اهل الصلاح حتى اقترعوا ايهم يكفل مريم حال خدمتها لبيت الله حتى تكفل بها زكريا عليه السلام ، فاين هو الخلاف العقائدي بين عمران وامراته ؟ واين هو الخلاف الزوجي بينهما؟

    ارجو ان نستقرأ جميع الايات قبل تقريرنا لما ليس بصواب ، والله تعالى اعلم واحكم

    • عزت الجعفريyou

      حنة بنت فاقوذ

      هي أم مريم بنت عمران وأخت الياصابات أم نبي الله يحيى وقد كانت عاقرا فرأت ذات يوم طائرا يطعم صغيره فاشتاقت إلى الولد فدعت ربها أن يهبها ذرية صالحة فاستجاب الله لها فلما شعرت بحملها نذرت لله أن يكون ما في بطنها محررا أي خالصا لخدمة بيت المقدس ثم كانت المفاجأة انها ولدت أنثى (إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم. فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم). والذكر ليس كالأنثى في الجلد والخدمة وخصوصا ان الأنثى تصاب بالحيض مما يمنعها من دخول المسجد ولكنها لم تتوقف كثيرا عند نوع المولود لفرحتها بوليدتها التي سمتها مريم أي خادمة الرب، وقد كانت هذه المعجزة تمهيدا لولادة عيسى بغير أب والمعجزة في ولادة مريم انها جاءت من رجل تخطى التسعين عاما ومن امرأة عاقر تخطت الثمانين عاما فإذا سأل سائل: هل من المعقول أن تلد امرأة بغير رجل؟ نقول له: ولماذا صدقت ان عجوزا عاقرا ولدت بعد سن الثمانين وزوجها أكثر من التسعين. وقد جاءت ولادتها على عكس ما اعتاد عليه اليهود من المادية التي تؤمن بالمحسوسات ولا تؤمن بالمعجزات ليعلموا ان وراء الأسباب مسببا قادرا عظيما وان هذه المولودة المعجزة ستلد هي بنفسها مولودا أكبر إعجازا من ولادتها هي وان كل صانع تحكمه الصنعة إلا الله سبحانه وتعالى، فهو يحكم الصنعة ولا تحكمه الصنعة فجاءت مريم معجزة ولم يمسها الشيطان لا هي ولا ابنها استجابة لدعوة أمها حنة بنت فاقوذ ثم سرعان ما مات أبوها عمران فكفلها زكريا زوج خالتها الياصابات والتي كانت لها قصة مشابهة لقصة حنة أختها.

  2. لم احصل لى إجابة شافية لقوله تعالى امرأة عمران

  3. أخي العزيز..

    أحد التفاسير لمسألة ذكر المرأة والزوجة في القرآن الكريم ترى أن:

    زوجة الرجل قرآنيا هي التي لم تنجب له بعد

    أما امرأة الرجل قرآنيا … فهي التي أنجبت له من قبل

    قال الله تعالى :

    “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ”
    البقرة 35

    فزوجة آدم عندما كانا في الجنة لم تكن قد أنجبت له بعد اولادا ..فوصفها الله تعالى بأنها زوجَهُ

    وقوله تعالى :

    “إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”
    آل عمران 35

    امرأة عمران كانت تحمل مريم في بطنها عندما نذرت ما فيه محرّرا لله تعالى ..فقال الله تعالى عنها ( امرأة عمران ) ولم يقل زوجة عمران.

    والله تعالى أعلى وأعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.