الخميس , 28 مارس 2024

مجدي الشاذلي يكتب: العيد..ولغة المشاعر!

= 85200

أكرر دائما في كل مناسبة، ان التكنولوجيا أخذت الكثير من بهجة حياتنا ، وأضاعت الكثير من دفئها الذي كنا نشعر به في مناسباتنا..فما معنى أن تظل أصابعنا تضغط على أزرار الهاتف طوال أيام العيد لنقول للناس كل عام وأنتم بخير..أو ربما نرسل لهم نفس الرسائل (المكررة) التي سبق أن أرسلوها لنا..ثم يمضي العيد ونحن مازلنا على صمتنا..لم نسمع كلمة حلوة من قريب..ولا صديق ، ولم نكلم زميلا أو جارا، ولم نتحاور أونتزاور إلا فيما قل وندر.

لقد كنا قبل سنوات قريبة، نقول أن الاتصالات الهاتفية وحدها لا تكفي للتهنئة بالعيد، وأنها قد تفقدنا حرارة اللقاء، واحساسنا ببهجة تبادل التهاني المباشرة بالعيد، فما هو الحال الآن بعد أن توارت الاتصالات ، وحلت محلها تلك الرسائل الصامتة التي وجدنا أنفسنا نغرق فيها لآذاننا، ولو للرد فقط على ما يصلنا منها في أحسن الأحوال !

هل هي “ضريبة” التقدم التكنولوجي والتجاوب التام مع كل مخرجات التكنولوجيا؟ أم أننا وجدنا أخيرا ما يريحنا من عناء الحركة والتواصل مع الآخرين إذا كان من الجائز اعتباره عناء!

وإذا كان هذا هو حالنا اليوم..فماذا عن المستقبل..وكيف سيكون أسلوبنا في التواصل وتبادل التهاني بعد عشر سنوات من الآن ؟

أظن أننا بحاجة الى مراجعة أنفسنا اذا كنا صادقين فعلا في تهانينا، وفي رغبتنا في الاحتفال بهذه المناسبات الغالية..وليس من المنطقي أن نكتفي بهذه “النغمات” التي ترد إلينا بين لحظة وأخرى فنسارع بالتقاط الهاتف لنقرأ على شاشته أن فلانا يهنئك بالعيد، أو أن نشاهد صورة أو فيديو يتمنى لك عيدا سعيدا..!

لابد من التمرد على هذه التهاني الصامتة، التي تبدو وكأننا نتبادلها مع مخلوقات أخرى يسكنون كواكب غير كوكبنا..كفانا جدرانا وفواصل، وكفانا اتباعا لكل ما يضيع بهجة مناسباتنا..ولنستخرج مشاعرنا مرة أخرى من “ثلاجة التكنولوجيا” التي أخذت في تجميدها كأي شيء قابل للتجمد..والعودة مرة أخرى إلى اللغة الرسمية الوحيدة لهذه المناسبات ..وهي لغة المشاعر!

وكل عام وأنتم بخير

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 17564 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.