الخميس , 28 مارس 2024

“الحاجة دميانة” …. قصة قصيرة بقلم: د. محمد محي الدين أبو بيه

= 7648

 دخلت الي بيت (الحاجه دميانة) التي اصرت امي علي ذهابي اليها في ذلك النهار بعد تكرار حلم مزعج ينتابني منذ فتره ليست قصيره حيث أري قطارا لا أعلم ان كنت داخله ام اشاهده فقط وهو يسقط داخل مياه عميقه فاستيقظ مفزوعا وأظل عكر المزاج طوال اليوم…ذهبت كما قلت لتصنع لي حجاباً ..في البدايه اعترضت بما اني رجل مثقف ومتعلم ولكني رضخت مع استفحال أمر الحلم وتحت ضغط الالحاح

: صدمتني مجموعة صور موزعه علي الحوائط من جميع الجهات
فهذه لوحه العشاء الأخير وتلك للقديس ماري جرجس ماسكا رمحه غارسا اياه في التنين.
ودار في عقلي سؤال..كيف تكون حاجه وهذه الصور معلقه في بيتها ..لابد ان هناك أمر غامض..ولم يسترعني وقتها الجزء الثاني من اسمها…
ظهرت لي عجوز طاعنة في السن أحسست برهبه مع ذهول من هيئتها فهي تلبس زي يشبه لباس الراهبات ويتدلي من صدرها صليب كبير الحجم كأنه قيد مربوط بها والعروق الزرقاء بارزة في يديها وعيونها زائغه كبندول الساعه …لم تعبأ بوجودي وسمعتها تقول..تقدم …أنت مراد وأمك قوت وابوك الله يرحمه سعد
لم اتقدم وكأن ارجلي بها أكياس رمل والدم قد فر من جسدي فأحسست ببرودة تلف جسدي: تماسكت بعض الشىء وانا متسمر مكاني وحملت قدمي اليمني ٠
ثم اليسري ودخلت خلفها غرفه كئيبة المنظر فاضوائها خافته ويوجد بها فقط كنبه عليها مفرش مقطوعة جوانبه وكرسي مصنوع من جريد النخل…
دعتني للجلوس علي الكرسي وقد امسكت سبحه طويله
اخذت تتمتم بحروف مضغمه اظنها آيات من القرآن فقد ارتمي الي سمعي كلمات …ومن خلفهم سدا….
انت مشكلتك حلم…مأرق منامك …ماتخفش القطر مش هايخد عمرك لا حلم ولا حقيقه…خد كلامي ثقه …انا عارفه…وهاديك حجاب يمنع عنك اللي بتشوفوه
هي تتكلم وانا قد أصابني الخرس واود الفرار باي طريقه
وبمجرد ان قالت لي انصرف…تلقفت منها الحجاب وهرعت للخارج غير مصدق ما حدث وما رايت….فمظاهر المسيحيه بكل مكان ولبسها ايضا …ولكن افعالها افعال المسلمين وسمعتها تتمتم بالقرآن …ما هذا؟…كما ان شطريّ اسمها ..غير متناغمين….
مرت أيام وقد انسحب الحلم من حياتي نهائيا بعدما دسست حجاب الحاجه دميانه تحت وسادتي
( سرها باتع الست دي)… قالتها لي أمي بعدما أخبرتها بزوال الكابوس…لابد ان تذهب اليها وتأخذ معك هديه لتشكرها وتجعلها تفعل لك حجابا آخر ليحرسك من العين وأديك لمست بركتها بايديك
أذهب الي هناك مرة أخري…؟!
ولكن لن أذهب حتي تجيبيني علي سؤالي الذي أجلتيه عندما سألتك اياه من قبل..ماسبب تسميتها بالحاجه..
بيقولوا انها زارت القدس زمان وهي صغيره في الخمسينات وناس تقول عشان بتسخدم آيات من القرآن وحافظه منه كتير…
لم اقتنع بتلك الاجابه فأظن أن الأمر تجاري بحت حتي تجذب زبائنها من كل الأطياف

اقتربت من بيتها…الباب موصد…لا حركه من التي رأيتها في المره السابقه فلا رائح ولا غادي …تلمست احدا من الجيران لأسأل ….
سافرت المنيا عشان تحضر ايام العدرا…اجابني احد الجيران
حمدت الله لاني لن اكرر تجربة اللقاء السابق او علي الاقل تم تأجيلها…
وأنا أشاهد التلفاز قرأت علي شريط الأخبار ..سقوط بعض عربات قطار الصعيد في ترعة الابراهيميه بعد انفصالها عنه
..ذهلت من الخبر فهذا مثل حلمي..
ولكن الذي أذهلني اكثر عندما قرأت اسماء بعض الضحايا في جرايد اليوم التالي الذي يتوسطهم اسم استوقني…
دميانه اسطافنوس والشهيره ب الحاجه دميانة.

شاهد أيضاً

أوبرا غارنييه … جولة في دار الأوبرا الفرنسية بباريس

عدد المشاهدات = 636 بقلم الكاتبة/ هبة محمد الأفندي دار الأوبرا الفرنسية بباريس المعروفة بأوبرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.