حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقلم الدكتور:
مالك ابراھیم الدلیمي
أستاذ الجغرافیا البشریة
جامعتي بغداد وصنعاء سابقا ً
ان المنشور الذي تكرمت بھا السیدة الفاضلة وفاء انور وھي الأعلامیة المتمیزة والذي عنوانه : الجمعیة الجغرافیة المصریة تنادیكم فھل من مجیب؟
كان مناجاة رائعة اوصلت من خلالھا رسالة مملوءة بالأنسانیة واعتزاز بالتأریخ الأصیل ویؤكد رجاحة العقل.
وكان لحوارھا الرائع وطروحاتھا المشروعة الموجھة بخلق راقي وأدب جم لشیخ الجغرافیین المصریین وأني اقولھا بفخر واعتزاز لما یناله الأستاذ الدكتور السید الحسیني رئیس الجمعیة الجغرافیة المصریة من مكانة مرموقة في قلوب الجغرافیین جمیعاً واني اقول لسیدتي الفاضلة الوفیة لوطنھا الغالي مصر الحبیبة بأن الحزن والألم الذي لمسته في عیون ونبرة شیخنا الأستاذ الدكتور الحسیني ھو ھاجسنا جمیعاً نحن الجغرافیین على مستوى الوطن العربي فالأمر نراه قد اصبح مشكلة كبیرة لأن ھذا الوھن والضعف الذي اصاب علم الجغرافیا بشكل عام واقسام الجغرافیا بشكل خاص في جامعاتنا یا للأسف قد تراجعنا عن أداء دورنا المطلوب في المجتمعات وأصبحنا نكتفي بتخریج المدرسین فقط
وكما نعلم ان ھذا التراجع احد اسبابه حالة الضعف والوھن التي اصابت الجمعیات الجغرافیة العلمیة لأن المعروف بأن الجمعیات الجغرافیة العلمیة في العالم ھي التي لازمت وساندت وشاركت كل الجھود التي بذلھا جھابذة علم الجغرافیا ومنھم علماء الجغرافیا المصریین من خلال دعم نشاطاتھم وبحوثھم العلمیة ونشرھا الى جانب تشجیعھم مادیاً ومعنویاً وتقدیم الحوافز والجوائز التقدیریة مما دفع الملوك والأمراء والساسة والتجار وأصحاب رؤوس الأموال للمساھمة في تمویل ھذه الجمعیات.
وكما نعرف بأن علم الجغرافیا ورحلات الأستكشاف الجغرافي قد تقدم وتطور في الغرب كفرنسا وبریطانیا والمانیا وأمریكا وروسیا واسبانیا وغیرھا من الدول بسبب قوة وعطاء ومساھمة الجمعیات العلمیة الجغرافیة التي كانت ولاتزال تعمل وتحتفل في ذكرى تأسیسھا وتفتخر بما قدمته للجغرافیا والجغرافیین ولبلدانھا وشعوبھا.
ان ماذھبت الیه السیده وفاء انور أسعدنا نحن المؤمنین بأن الجغرافیا علم یدخل في صلب كل العلوم الأخرى ومن منا لایحتاج الخرائط ونظم المعلومات الجغرافیة والتخطیط الحضري والأقلیمي والمناخ والجیومورفولوجیا والموارد المادیة والبشریة ومن منا لا یعاني من شحة المیاه وندرتھا والجفاف والأحتباس الحراري ومن منا لم تشرده الزلازل والبراكین وغیرھا من الكوارث وأي من الساسة لا یسعى للنفوذ الجغرافي ولعل ھذه الحروب والصراعات التي تحدث أمامنا على مساحة كرتنا الأرضیة التي تلوثت تربتھا ومیاھھا وھوائھا وحتى الأجنة في بطون الأمھات لم تسلم منھا.
انھا ایھا السادة الجغرافیا التي علینا الأنتباه لھا وھي التي تطورت بتطور الجمعیات العلمیة الجغرافیة ولعلنا كجغرافیین عرب فأننا ننظر بحزن الى ما ألت الیه جمعیاتنا الجغرافیة العلمیة وأنني اضم صوتي للسیدة الفاضلة وفاء انور لأننا ننتظر دور للجمعیة الجغرافیة المصریة بأعتبارھا أول جمعیة عربیة وأفریقیة ترى النور وكانت تندرج تأریخیاً ضمن الجمعیات العلمیة العالمیة
وكلنا أمل أن تعود للجمعیة الجغرافیة المصریة نشاطاتھا لتأخذ دورھا الریادي وھو حقھا كونھا أول من وضع الأسس العلمیة للجمعیات الجغرافیة في وطننا العربي وان جھابذة علماء مصر الجغرافیین لھم الدور المتمیز في نشر ھذا العلم الذي نحن بأمس الحاجة الیه وأنني أرى ان عودة الجمعیة الجغرافیة المصریة لأخذ دورھا مطلوب حالیاً وعلینا وضع الخطة واقترح عقد مؤتمر تدعو له الجمعیة الجغرافیة المصریة یحضره المختصون من أقسام الجغرافیا والجمعیات الجغرافیة ویكون عنوانھا السبیل للنھوض بالجمعیات الجغرافیة لتأخذ دورھا العلمي ومكانتھا في المجتمع
كما انني اقترح أن یتم طرح ھذا الموضوع للنقاش في كل المؤتمرات العلمیة التي تعقدھا اقسام الجغرافیا في كل جامعاتنا وھذا ما سیتم طرحه في المؤتمر الجغرافي الدولي التي ستعقده جامعة دھوك في أقلیم كردستان في العراق والذي أقترحت في ھذه الندوة النقاشیة التي قدمت فیھا ورقة عمل حول ھذا الموضوع الى جانب عدد من الأخوة المختصین والذي سیعقد نھایة ھذا الشھر مارس/أذار.
ان مشاركتي للسیدة الفاضلة وفاء انور دعوتھا لأنقاذ الجمعیة العلمیة الجغرافیة ھو نابع من اننا جیل كنا ولا نزال عند تعرضنا لأي ازمة نرفع اكفنا الى ﷲ تضرعاً وننضر بعیوننا تجاه مصر الحبیبة ننتظر الحل وھو مادفعني لھذه المساھمة داعماً ماذھبت الیه السیدة وفاء انور لدعم الجمعیة الجغرافیة المصریة لأنه سيكون دعم لكل الجمعیات الجغرافیة في البلاد العربیة وھو ما ننتظره من مصر وقیادتھا الحكیمة السیاسیة والعلمیة الى جانب مساھمة الجامعة العربیة والوزارات والمؤسسات ذات العلاقة ولتبقى مصر عزیزة.
مع حبي وتقدیري
——————————————-
* لمطالعة مقال الأستاذة وفاء أنور، عن الجمعية الجغرافية المصرية، يرجى الضغط على الرابط التالي:
